التوجيهي الاهل على نار، والابن محتار!!
د.حسين الخزاعي
18-06-2011 02:42 AM
الاخبار المعلنة من وزارة التربية والتعليم ان (130710) مشتركاً ومشتركة في امتحان الثانوية العامة " التوجيهي " سيتقدمون الى امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة الدورة الصيفية لعام 2011 اعتبار من اليوم السبت ، منهم (67829) من الذكور و (62881) من الاناث يبلغ عدد الطلبة النظاميين فيهم (92516) طالباً وطالبة في حين وصل عدد طلبة الدراسة الخاصة (36295) مشتركاً ومشتركة فضلا عن الطلبة الذين تقدموا لرفع معدلاتهم والبالغ عددهم (1899) من كلا الجنسين . والاخبار تؤكد ان الوزارة انهت كافة الاستعدادات الخدمات اللوجستية والفنية لتنفيذ هذا الامتحان على اكمل وجه ، وبكفاءة وجاهزية عالية بما يكفل أن تسير اجواء الامتحانات بسهولة ويسر .
هذا على الجانب الاداري والفني من جانب الوزارة اما من جانب المجتمع ، فان الصورة التي يتم بها تقديم الامتحان مغايرة تماما لما يجب ان يتم ، حيث ان كل اسرة تحرص على ان يكون ابنها في الطليعه ويحصد العلامات المتقدمه، ويحصل على علامة اعلى من قريبه او جاره او صديقه، وهذا حق مشروع للاهل ، ولكن ان لا نحول امتحان التوجيهي الى تنافس بين الاسر والاقارب والاهل على علامة الطالب وتحصيله الدراسي دون الاخذ في عين الاعتبار القدرات الفردية للابناء، والمهارات والتحضيرات والاستعدادات التي يتمتع بها كل طالب، فتكثر صباح هذا اليوم التوصيات والطلبات من الاهل لأبنائهم ، ويكون في مقدمة الطلبات " اتصل بي يا ابني وطمني شو عملت في الامتحان ، انا بنتظرك على نار، على احر من الجمر، لا تنسى من اقرب تلفون بما انه الخلويات ممنوعة في الامتحانات " . هذا الطلب الاسري من الاهل لابنائهم وبناتهم يضع الطلبة في حيرة من امرهم وقلق وتوتر ، والابن حتى لا يسبب اي صدمة للاهل اذا كان تقديمه للامتحان لا يرضي رغبتهم ويشفي غليلهم ، فيتهرب الابن ليقول انا عملت " ممتاز " ويستمر " الممتاز " حتى نهاية الامتحانات ، ونتمنى ان تكون النتائج ممتازة . او يصاب الاهل بالصدمة الكبرى ؟ لذا نرجو من الاهل الابتعاد صباح هذا اليوم عن الاكثار من الطلبات والتوصيات لابنائهم بخصوص الامتحان ومجرياتهم وترك الابناء لوحدهم يديرون امور امتحاناتهم ، والاهم والمهم نتمنى على الاهل الذين يوجد بينهم خصومات ومشاحنات وخاصة بين الازواج اعطاء انفسهم اجازة من المشاجرات لحين انتهاء الامتحانات حتى لا تتسبب في ارباك للابناء فتعمل على اعاقة دراستهم وتركيزهم وانشغالهم في قضايا المشاحنات الاسرية .
وبعد ،،، الاستطلاعات الاردنية المتعلقة بامتحان الثانوية العامة تكشف صورة سلبية للامتحان في اذهان الطلبة والصورة القاتمة تتجلى في امنية ( 64% ) من طلبة التوجيهي الغاء الامتحان مقابل الاستعاضة عنه بامتحان قبول تعقده الجامعات, وان ( 40% ) يطالبون بالغاء الامتحان بدون ان يكون بديل , في حين طالب ( 56 ( % بتقسيم امتحان التوجيهي على أربعة فصول بحيث يمثل كل فصل (25% ) ، هذه اقنتراحات لا نملك الا ان نحترمها ، وبما ان الامتحان على الصعيد العالمي يعد الوسيلة للتقييم فامتحان التوجيهي ضرورة ووسيلة وحيدة لتقييم الطلاب . ومن النتائج المقلقة التي كشفتها استطلاعات الراي ان (24% ) من الطلبه في حال عدم حصولهم على المعدل الذي يتوقعونه سوف يعيدون الامتحان , وان (19% ) سوف يلتحقون في سوق العمل, و (12%) يوف يكملون الدراسة الجامعية, و (6% ) مصابون بالإحباط والفشل, والخطورة تكتمل عندما نقرا في نتائج الاستطلاع ان (56%) من الطلاب يصيبهم الرعب والتوتر الشديد ، وان (31 % ) متوترون إلى حد ما ، في حين ان ( 6 % ) فقط بأنهم غير متوترين, و( 5 % ) يقرون بأنهم غير متوترين على الإطلاق . والنتيجة المرعبة كانت تتمثل في ان ( 5 % ) يرادوهم الانتحار في حال فشلهم في الامتحان.
مسك الكلام : النتائج المقلقة بسبب الاخطاء الاسرية في التعامل مع ابنائهم في امتحانات التوجيهي قد تؤدي الى ارتكاب سلوكيات مقلقة ، يجب على جميع افراد المجتمع وخاصة الاهل الانتباه لها وتداركها، ولنبتعد في فترة الامتحانات عن الاكثار من الوصفات واشهار قوائم الممنوعات في وجه ابنائنا فلذات اكبادنا .
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي – تخصص علم اجتماع