يقدر الناس البسطاء عدد أي شيء لا يعرفونه 100% بقولهم (تقريبا) فمثلا إذا سألهم احد ما عن عدد المشاركين بمظاهرة ما وأرادوا ان يعطوا رقما وهم لا يعرفون عدد المشاركون فيها فيقولون ( تقريبا 1000) متظاهر واذا كنت غير مصدق بامكانك عد المتظاهرين.
وهذا ما فعله الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة عندما قدر عدد الجالية العراقية في الأردن في مؤتمره الصحفي الاسبوعي ب 450 الف راميا من حساباته وحساب الحكومة وحسابات وزير الداخلية250 الف عراقي واظن لو ان احد الصحافيين انتبه للرقم وسأله عن مدى صحته لقال له( تقريبا 450 الف) واذا مش مصدق روح للساحة الهاشمية ولاربد والرمثا والكرك والسلط وعدهم.
ولا ادري كيف نطق الناطق الرسمي باسم الحكومة بذلك ؟ هل هناك احصائية رسمية ؟ ام انها عادة الفزعة تقريبا.
والعدد الذي رماه الناطق الرسمي بالبحر كبير كون العدد الصحيح وكما قدره جلالة الملك عبد الله الثاني في لقائه مع الشرق الاوسط 700 الف عراقي يعيشون في بلدنا منذ توالت على العراق الازمات تتابعا.
والظريف بالامر ان جودة وصف وجود العراقيين بالاردن انه لا يشكل مشكلة بالنسبة للأردن، فهم لا يشربون من الماء الشحيح ولا يستخدمون مشتقات النفط التي رفعتها الحكومة بسبب الفاتورة العالية وتحملها المواطن البردان الذي لم يجد ما يحميه من برد الشتاء الا البرد نفسه؟ ام انهم لا يشكلون مشكلة بانقطاع الكهرباء المتكرر بسبب الضغط على شبكة الكهرباء؟ ام بنقص الخبز والماء؟ ان المشكلة بالنسبة للناطق الرسمي هي تقريبا فقط ودون ان يبين لماذا لم يشكلوا مشكلة هذا اذا ما اضفنا اليهم العمالة الوافدة التي ازدحمت بها شوارعنا وبيوتنا وهي تقريبا صارت اكثر من عدد الاردنيين.
ولماذا ايها الناطق الرسمي لم تدرج الحكومة "العراقيين وغير الأردنيين" في صلب مناقشات مجلس النواب لجلسات الموازنة لعام 2007. مع انهم تقريبا يشاركوننا كل إمكانياتنا المتواضعة وبنيتنا التحتية البسيطة؟ ولماذا لم تاخذ الحكومة بعين الاعتبار وضع غير الأردنيين بشكل عام والمقيمين في الأردن عند التخطيط للمستقبل من قبل كافة الأجهزة المعنية وخصوصا فيما يتعلق باستهلاك الموارد الطبيعة من المياه والنفط".
كاردنيين ملكا وشعبا نرحب بجميع الاشقاء لكن (تقريبا) اذا سمح لي التعبير لا يكون ذلك على حساب الخبز والماء ومقاعد المدارس وكتب الاولاد الذي ( تقريبا) لا يجده المواطن.
royaalbassam@yahoo.com