نماذج في المسؤولية الاجتماعية للشركات والأفراد
سلطان الحطاب
17-06-2011 03:49 AM
نماذج في المسؤولية الاجتماعية للشركات والأفراد
هناك مسؤولية اجتماعية تتزايد هذه الأيام سواء من الشركات أو حتى الافراد تجاه مجتمعنا وافراده..هذه المسؤولية الاجتماعية في بعدها المادي والمعنوي لا بد من تعظيمها ليدرك القادرون حجم المعاناة التي يعيشها المحتاجون لهذه المسؤولية..
في أحيان كثيرة تقوم شركات ومؤسسات وبنوك بدور في هذا المجال..وبعض هذه الأدوار يكون قليلاً أو ناقصاً أو فيه ادعاء وبعض شركات ومؤسسات أخرى تقوم بدور واضح وملموس وايجابي يشار اليه وتستحق الجهات عليه الشكر والثناء واعتقد أن المسؤولية الاجتماعية هي استثمار هام لجهة اسم وسمعة المؤسسة والشركة وحماية لدورها واعلاء من شأن هذا الدور خاصة مع توفر الرضى من العاملين وبالتالي المجتمع الذي يحفظ لمن يقومون بمسؤولياتهم الاجتماعية مكانة وتقديراً..
هذه مسألة واسعة وقضية مستمرة ولكنني أحببت أن آخذ أمثلة قليلة ومتواضعة وذات لون مختلف علها تشكل حفزاً للآخرين للاحتذاء بها في إعادة انتاج سلوك جديد فيه قيم التطوع والتبرع والنخوة والمسؤولية الاجتماعية بمعناها الاساس والعميق..
النماذج التي سأتوقف عندها عميقة الدلالة وهي مؤشرات أدعو لتعميمها والاكثار منها واقتفاء أثرها..
النموذج الأول اقتناء الجامعة الألمانية الأردنية لمنزل (في جبل عمان جوار منزل الراحل ابراهيم هاشم رئيس الوزراء الأردني الذي استشهد في بغداد عام 1958) منزل لآل شعشاعة في شارع معاذ بن جبل يتكون من طابقين في احدهما المدرسة العبدلية القديمة منذ زمن الاحتلال البريطاني (1934) وما زالت قائمة والبيت مهجور وقد جرى استملاكه وقد أوقفه السيد عثمان بدير رجل الأعمال المعروف ورئيس الاتحاد الأردني لشركات التأمين ليكون (دارة للعمارة والتصميم) تحمل اسم المتبرع بمليون دينار لهذا الغرض اضافة الى كلفة الترميم بـ (300) الف دينار ليبقى البيت والمدرسة على معالمها الاساسية وقد تزوره السيدة «ميركل» المستشارة الألمانية في زيارتها للأردن حين افتتاح مباني الجامعة الألمانية الأردنية الجديدة والتي تقوم بشراكة رسمية أردنية-المانية..
وهذه خطوة أدعو الى تعميمها في إعادة ترميم واعمار بيوت عمان القديمة التي امتلكت أمانة عمان الكثير منها حفاظاً على التراث وهوية هذه البيوت وملامح عمان..وبانتظار ان تقوم جامعات أو هيئات أو مؤسسات عامة بما قام به السيد بدير والجامعة الألمانية-الأردنية..
وفي بعد اخر فإنه استوقفني دعوة المهندس احمد ذينات مدير عام شركة كهرباء اربد في اعلانه أنه سيحول كلفة حفل حفل زفاف ابنه والتي قد تصل الى عشرين الف دينار الى تبرع لترميم عشر مدارس حكومية في المحافظة بالاتفاق مع مدير التربية الأولى في محافظة اربد ودعوة الكثير من الجهات الأخرى للتبرع ايضاً بمواد بناء وانشاء..
مبادرة المهندس ذينات جديرة بالتعميم لأن الانفاق الذي يتم في المناسبات التقليدية لا يعود بفوائد على البيئة المحلية فأكثر الطعام في هذه المناسبات من الافراح أو الأتراح يجري كبه في النفايات ولا يخلف أثراً حميداً ولذا فإن هذا التوجه انما يترجم المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد الذين يرون مثل هذه الخطوات مهما كان حجمها نماذج يجب البناء عليها..
alhattabsultan@gmail.com
(الرأي)