facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بغدانوف هبط في دمشق .. كيف نقرأ الخبر؟


د.حسام العتوم
02-02-2025 11:08 AM

شخصيا من خلال كتاباتي و لقاءاتي مع الدبلوماسية الروسية في شأن السياسة الروسية و الدولية و التي تراقب تغيرات المشهد الروسي عموما ، كنت أشير لضرورة التقارب الروسي – السوري بعد حادثة سقوط نظام الأسد بتاريخ 8 ديسيمبر 2024 ، وبعد محاولات لصنوف الثوار، و غيرهم في المقابل أتباع الإرهاب من 80 دولة مع تطور مسار الحرب الأهلية منذ عام 2011 . و مخائيل بغدانوف هو نائب وزير الخارجية الروسي ، و الذي تعتمد عليه الدبلوماسية العربية في موسكو لكونه خبيرا في السياسة الروسية و الدولية ، ومقربا من قصر " الكرملين " الرئاسي ، و لمعرفته أيضا باللغة العربية . وسبق زيارة بغدانوف اتصال هاتفي ليوري أوشاكوف مسشتار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 23 ديسيمبر 2024 مع القيادة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع ممثل هيئة تحرير الشام و جبهة النصرة ، التي أكدت بدورها أهمة ديمومة العلاقات الروسية – السورية من منظور طويل استراتيجي ، وصرح الرئيس بوتين حينها بأن بلاده روسيا لم تهزم في سوريا بل حققت أهدافها . وبين زيارة بغداونوف لدمشق بتاريخ 28 تشرين الثاني 2025 ، و اتصال أوشاكوف قبلها ، وصل إلى دمشق وزير خارجية أوكرانيا ( كييف ) بالتنسيق مع الادارة الأمريكية السابقة التي مثلت عهد الرئيس جو بايدن ، وعرض على دمشق مساعدتها في مجال تزويدها بالقمح ، وطالب وقتها بطرد روسيا من سوريا ، في خطوة وصفها الرأي العام بالغبية .

و العلاقات الروسية – السورية تاريخية تعود لزمن الحقبة السوفيتية عام 1944 وسط سعير الحرب الباردة و سباق التسلح مع الغرب ، وتعززت مع قدوم حافظ الأسد عام 1970 ، و تواصلت في ترسيخ أقدامها بقدوم بشار الأسد الأبن عام 2000 . و سجل الاتحاد السوفيتي موقفا مع روسيا في حربيها عامي 1967 و 1973 مع فارق النتيجة الخاسرة و الرابحة ، و على مستوى بناء البنية التحتية السورية المدنية و العسكرية . و ستبقى روسيا حليفا استراتيجيا لسوريا و العكس صحيح ، و لا مساس بقاعدتي طرطوس 1971 و حميميم 2015 العسكريتين كما يحلم البعض في منطقتنا ، و في ( كييف ) ، و في الغرب ، ولقد أكدت زيارة بغدانوف لدمشق ولقاء أحمد الشرع ذلك .

ومسألة طلب القيادة السورية الجديدة عبر شخص رئيسها المؤقت أحمد الشرع - و الذي نبارك له - من مبعوث روسيا بغدانوف تسليم بشار الأسد لدمشق ، و هو الذي منحته موسكو لجوءا إنسانيا يعتبر في التفكير الروسي موضوعا مستحيلا ، كيف لا وهو الصديق السابق الاستراتيجي لروسيا كما والده حافظ الاسد ، وهنا لم تتدخل روسيا في تفاصيل سلوك نظام الأسد السابق و اللاحق السلبي بالنسبة للشعب السوري و الدولة السورية . وكلنا نعرف ، أو بعضنا ، بأن روسيا – بوتين هي من عرضت سابقا عام 2003 على الرئيس صدام حسين التنحي عن السلطة و القدوم إلى روسيا ، أوقيادة حزب البعث و الابتعاد عن سلطة بغداد لأن " "الناتو" قادم لا محالة ، و أدانت إعدامه لاحقا . و الاختلاف في تفاصيل الموقف بين موسكو و دمشق بشأنه لا يفسد في الود قضية و لا يؤثر على قضية بقاء القاعدتين العسكريتين بسبب حسابات الشأن الدولي حولهما ، و بالنسبة لتركيا المجاورة أيضا ،و المفيدتان لها ، و الأصل المطالبة بأموال سوريا المنهوبة من قبل نظام الأسد التي أكدها الوسيط السابق بين ماهر الأسد و إسرائيل السياسي اللبناني -وئام وهاب - ، والتي هي من اهتمامات أحمد الشرع نفسه أيضا . ومائة مليار استثمارات السوريين في الخارج حسب قناة سكاي نيوز عربي .

زيارة - بغدانوف - الميدانية لسوريا و نظامها الجديد غاية في الأهمية ، في الوقت الذي اعتادت فيه روسيا على مدى أكثر من 54 عاما على التعامل مع نظام الأسد الأب و الأبن ، وقابله على متن طائرة العودة لموسكو بعد أكثر من ثلاث ساعات حوار متتالية و غداء عمل ، الإعلامي العربي العراقي المعروف سلام مسافر العامل في قناة ( ارتي) الروسية في موسكو الذي رافقه في الرحلة ، وهو الذي سبق أن التقيته هنا في عمان ،و عرف من رئيس الدولة السورية المؤقت و في مرحلة انتقالية أحمد الشرع بأنه يجهز لمجلس تشريعي مصغر ، و لحكومة جديدة ، و سلم أهلي ، وفرض سيادة الدولة ، واقتصاد قوي ، و فرص عمل ، و لدستور جديد بعد ثلاث سنوات ، ولانتخابات رئاسية بعد أربع سنوات . و أصبح معروفا في المنطقة العربية و الشرق أوسطية و على خارطة العالم ، بأن الشرع قادم لخدمة سوريا و الشعب السوري أولا ، و المحافظة على علاقات متوازنة مع دول الجوار و أبعد ، ومع كبريات دول العالم ، وطالب بقوات أمم متحدة لحراسة الحدود السورية مع إسرائيل ، و لكي يتفرغ لبناء سوريا و جيشها ، و أجهزتها الأمنية . و أول رئيس عربي وصل إلى دمشق قبل يومين هو الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر الشقيقة ، وهي زيارة غاية في الأهمية .

وروسيا قطب عالمي عملاق أكبر من دولة ، وهي الأولى عالميا من حيث المساحة ، أكثر من 18 مليون كلم2 ، وفي القوة النووية العسكرية تحتل الرقم 1 في العالم ، و الأولى على مستوى اقتصاد أسيا ، و متفوقة في المجلات الأكاديمية وفي مقدمتها الطب و الهندسة النووية ، و تتميز بجيش قوي و بحرية فولاذية كذلك ، و علاقة تكنولوجية متطورة مع الفضاء ، و على مستوى الصناعات السلمية النووية ، و الأولى في العالم على مستوى المصادر الطبيعية من نفط ، وغاز ، و خشب ، و معادن ، و ذهب ، و الماس ، ومساحات ضخمة من البحار و المحيطات و الأنهار ، و لذلك من مصلحة سوريا الجديدة التمسك بالورقة الروسية بانية سوريا المعاصرة منذ بدايات القرن الماضي .

وسوريا قطر عربي يقع في صدارة المنطقة الشامية ،و يتمتع بموقع جيوسياسي هام مطل على البحر المتوسط ، تراجع مع قدوم نظام هيئة تحرير الشام الجديد عن التمسك بإيران ، و لا تشكل روسيا خطرا على أمن سوريا كما كانت تشكل ايران بحكم الجوار مع إسرائيل ، التي كانت تلاحق الخلايا الإيرانية داخل سوريا . و تستطيع أن تكون سوريا مفيدة لروسيا و لكل دول العالم ، كما أن روسيا مفيدة لسوريا و لديها حزمة من المشاريع التنموية التي أعلن عنها نائب وزير الخارجية الروسي بغدانوف . و العلاقة بين روسيا و سوريا على مر التاريخ المعاصر عضوية متينة ، الواجب الاستمرار بتطويرها ، و في زمننا هذا نلاحظ التقلبات الأمريكية على منطقتنا و تبنيها للرواية الإسرائيلية ، وكيف أن إسرائيل وافقت على وقف اطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة بعدما فشلت بقوة النار في تحرير أسراها ، وها هي تمارس الاغتيالات من جديد في زمن السلام و الهدنة و عينها على العودة للقتال و التهجير ، و تحويله من قسري إلى طوعي و بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعد تختلف عن إسرائيل بشيء يذكر . ولازالت إسرائيل تماطل في مغادرة الاراضي العربية المحتلة عام 1967 ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :