facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المنصب وشاغله


د. محمد بزبز الحياري
02-02-2025 10:42 AM

نقول : " فلان قدها" ويقول اخوتنا المصريين بنفس السياق: "فلان ملو هدومه"، ومن ناحية ٱخرى، يقال فلان "قميصه واسع عليه".

هذه الاقوال، وغيرها الكثير من موروثنا الشعبي، اضافةً لما هو مثبت بعلم الادارة والسياسة من حقائق في هذا المجال ، مجرد توطئة للحديث عن المنصب وشاغله.

بحكم سنة الحياة بالتغيير ومع مرور الزمن ، يتقلب على المنصب الواحد الكثير ممن يشغله، فتجد المنصب يزهو بفلان، ويكون اكبر من المنصب ويفتح افاقا بالعمل ما كانت قبله، ويسبر اغوارا لم يطرقها غيره، ويضفي على المنصب جلالا ووقارا وهيبة، ويكون عهده بهذا الموقع علامة؛ لا نقول فارقة ؛ لكن علامة مطبوعة بذهن الناس لعقود وأجيال لاحقة ، وعلى النقيض من ذلك تجد المنصب يخبو بفلان ويضمحل حد التلاشي، حتى انه يُختزل بمجموعة امتيازات وتشريفات لشاغلة لا أكثر، وللأمانة هناك درجات بين الحالتين تميل اما هنا او هناك، وبكل الحالات فالرابح والخاسر جراء ذلك هو الوطن والمواطن.

وفي التفاصيل، عندما يتم تكليف ( او انتخاب) احدهم لإشغال منصب ما، هنا نجد اختلافا بالتعاطي مع هذه المسألة ، فنجد احدهم يبني حوارا بقرارة نفسه ويقول: ان هذا الموقع ما كان الا تكريما وتشريفا لي، واعتراف بحقي ، هنا تكون ردة فعله ومجمل جهده فيما بعد، ليس الا جني الثمار وتثبيت للمكانة الاجتماعية له ولأبنائه واحفاده من بعده، اضف على ذلك التحضير وبناء منصة ملائمة للبقاء بالمنصب اطول مدة ممكنة اولا، ثم التهيئة والانطلاق لموقع اعلى وأبهى يلازمه مكانة وسمعة وتشريف ارفع وأكبر، وهنا تبدأ مرحلة الانحطاط والارتجاف والانبطاح تعتري الشخص والمنصب، ليس هذا فقط وإنما كل المؤسسة التي يرأسُها تصبح اسيرة هدفه، ومن أجله يتم تكييف وتوظيف جميع الاشياء من قرارات وخطط وتوجيهات وسلوك وحتى حركات الجسد، سعيا للوصول لذلك، بينما يرى آخر، ان انتقائه ما كان الا نظرا لسيرته السابقة وتأهيله وخبراته، لكنه يتعاطى معها بمنظور آخر، يفسره رد فعله ومجمل تصرفاته اللاحقة، فيكون حواره بينه وبين نفسه: كيف سٱوظف مسيرتي وخبراتي السابقة للقيام بالمسؤوليات المترتبة علي بهذا المنصب ؟ وهل انا ٱهل للقادم من مسؤوليات لأضطلع بها بكفاءة؟ وماذا سٱضيف للمنصب والمؤسسة والوطن؟ وعليه يكون هذا ديدنه عند إشغاله لهذا الموقع ويوظف كل امكاناته وحتى مكانته الاجتماعية لذلك، ونكرر بين هذه النظرة وتلك يضيع وطن ويبنى وطن .

من زاوية ٱخرى، تقف احيانا حائرا ومشدوها، وتضرب اخماسا بأسداس لعلك تجد معادلة موزونة الاطراف حول كيفية اختيار فلان للموقع كذا ...ولن تجدها...وتمضي "التعليلة" كاملة دون الخروج بنتيجة ، فلا يركب على مسطرة المؤهلات، ولا على مسطرة السيرة الذاتية والخبرات، ولا على مسطرة الجغرافيا والكوتات، ولا على مسطرة السفارات ،لتصل بالنهاية لمرحلة الضغط والجلطات، والخاسر هو الوطن، والرابح ليس الا الكولسات والصفقات.

المفروض ان عملية اختيار هذا الشخص وذاك تخرج من مشكاة واحدة بٱسس متشابهة ، فتتعجب كيف يتم اختيار هذا وذاك بنفس الوقت، رغم البون الشاسع بينهم، فيعود المراقب والمتابع لحيرته الاولى ويخلص بالنهاية الى ان هذا هو النظام الاداري بالاردن، نظام غريب عجيب، يجمع النقيضين بنفس المجلس، هذا النظام الذي يجب اعادة النظر به وتطويره ليعود لجادة صوابه، ولندرك سويا ان نهضة الاردن ومؤسساته الحالية لم تكن الا نتيجة عهود مضت كان الهم فقط وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب للقيام بالمهمة الموكولة اليه بأمانة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :