facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوار مع كاتب رواية "سيليا": الأدب والفلسفة في محاولة لتفكيك آفة العنصرية


01-02-2025 11:03 PM

عمون - يُعتبر الأدب مرآةً تعكس الواقع وتعبر عن قضاياه المتشابكة، خاصة حين يُكتب بوعيٍ نقدي وعمقٍ فكري. في هذا الحوار، نستضيف الكاتب المغربي عبد الوهاب حداشي، صاحب رواية سيليا، التي أثارت اهتمامًا واسعًا لما تحمله من طرح جريء لقضية العنصرية، بأسلوب أدبي متماسك ورؤية تحليلية متعمقة.

نغوص معه في تفاصيل رحلته الأدبية، من طفولته وتجربته مع القراءة والكتابة، إلى اختياره جنس الرواية كمدخل لعالم النشر، ثم نتوقف عند تأثير دراسته للفلسفة على أسلوبه الأدبي.

كما نناقش رؤيته لدور الأدب في التغيير، وموقفه من المدرسة، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومكانة المثقف في الزمن الحديث.


يكشف هذا الحوار الذي أجراه إلياس الخطابي عن فكر كاتب لا يكتفي بالسرد، بل يسعى لخلق وعي جديد من خلال الكلمة.


بداية نشكرك كثيرا على قبولك للدعوة.
لو تحدثنا عن عبد الوهاب الطفل حتى صار شابا، ماذا يمكنك أن تقول؟ ثم من عرفك على القراءة التي هي بكل تأكيد، أساسية لمعرفة الذات، وشق الطريق إلى الكتابة؟

هذا من دواعي سروري، أشكركم كذلك على جميل الاستضافة.


على كل حال، لست حالةً نشاز، مررت بطفولة طبعتها المغامرة والكثير من التجارب، كنت في البداية متشظّيا بين مدرستين، واحدة بمسقط رأسي والأخرى بمركز تنغير، لكثرة تنقلنا بين بلدتي ومدينة تنغير.

وهو نفس ما طبع مرحلتي الإعدادية، عام بمسقط رأسي وما تبقى في مركز تنغير، إلى المرحلة الثانوية، فالجامعية بأكادير...
كنت مسكونا بالإبداع مذ كنت في مرحلتي الإعدادية، فبدأت أكتب تعبيرا عن مشاعري، حتى صُقلت موهبتي بقراءة الكتب. كان الألم دافعي إلى القراءة، وخاصة الكتابة؛ لأني أرى فيها أكثر من مجرد كتابة! هي شيء أشبه بالدّواء...

ربما كانت لك كتابات أخرى، أو إن صح التعبير، مسودات وخواطر في بداياتك مع الكتابة. لكنك حينما أردت دخول غمار النشر، نشرت الرواية من البداية. لماذا الرواية بدل القصة، أو جنس آخر؟ لأنه كما نعرف جل الكتاب حينما ينشرون عملهم الأول يكون في القصة، وكأن القصة هي نوع من التدريب، أو نوع من الدخول لعالم النشر من النافذة.

لم تكن لي كتابات بمعناها الحقيقي ضمن أجناس محددة، اللهم محاولة عفوية كانت أشبه بقصة، حمّلتها جرحا غائرا. لكنني لطالما كنت كاتب شذرات أعبر فيها عن مكنوناتي النفسية، وأنشرها على صفحتي في الفيس بوك لسنين طوال.
مع مرور الوقت، اختمرت الكلمات في داخلي، فأطلقت العنان لها. تشكلت الرواية من تراكماتي الخاصة، خاصة وأنني أقرأ في الأدب بانتقائية شديدة. الأمر كان مغامرة تكللت بالنجاح لحد اللحظة على الأقل.

روايتك معنونة بـ"سيليا"، وموضوعها الأساسي العنصرية، أين يكمن المشكل؟ ثم كيف يمكن أن نتجاوز هذا الأمر؟

الرّواية تُسلّط الضوء على ظاهرة عابرة للحدود، أينما ولّيت وجهك تجدها بادية على هيئة عنصرية (عنصرية اللون)، وهي ظاهرة ليست حكرا على منطقة دون أخرى، وإنما تختلف حدّتها من ثقافة إلى أخرى.


المشكل هو ما تعالجه الرواية باقتراح مدخلين: الأول تاريخي ثقافي، والثاني طبيعي أنثربولوجي، لفهم أعمق لهذه الظاهرة.

الأدب وسيلة فنية له دور في الواقع، لكنه يظل وحده غير كاف. هل أردت تغيير واقع العنصرية بالأدب، أم أنك تصبو إلى هدف آخر؟

السؤال بالضّبط هو: لماذا نكتب؟ الأكيد أن رواية "سيليا" رواية واقعية. في الأدب نحن لا ننقل الواقع كما هو، وإنما نطرّزه بخيالنا الخلاّق، لنعيد تقديمه إلى القارئ على طبق من أدب، وبين ثناياه نعالج الواقع، نستنكره، نثور حوله، بل نرفضه أيضا.
ولكنه رفض مفعم بتقديم تصورات تفتحنا على واقع يسعنا جميعا. وكما هو وارد في الرواية: "إننا نكتب لكي نقتل فينا ألما عمّر طويلا".

أنت درست الفلسفة، التي يقال إنها أم العلوم. هل ترى أن لها علاقة بالأدب؟ وهل ساعدتك في الكتابة؟

أنا مدين بالشكر للفلسفة ومن وجّهني إليها.
الفلسفة هي نشاط فكري يتيح للكاتب أن ينسج أدبا مثخنا بالمعنى. وكما قلتَ، قد تكون نقدا، أو مساءلة للمعتقدات. الفلسفة، كما وصفها اليونانيون القدمى، مغامرة استكشافية نقوم بها لذاتها، وهي بذلك تغذي الأدب، وتجعله مليئا بالتفكير النقدي.


روايتك أحدثت ضجة كبيرة. هل ترى أن هذا يعود لجودة العمل فحسب، أم أن هناك أسبابا أخرى؟

الأكيد أن العمل ناجح على ما أعتقد (يضحك). قد أبدو متكبرا إن قلت إن نجاح العمل راجع إلى جودته، لأن هذا الحكم هو من مهمة المتذوق والناقد. ما أنا متأكد منه هو أن للموهبة تأثيرا على هذا العمل، سواء في لغته، مضمونه، أو صوره الفنية.

أنت حاضر في مواقع التواصل الاجتماعي، وتشارك القراء تفاعلاتهم مع روايتك. هل ترى أنها تؤدي دور الإعلام؟

هذا موضوع لسوسيولوجيا الوساطة. الوسائط، سواء كانت دور نشر أو إعلاما أو وسائل التواصل الحديثة (صفحات فيسبوك، أصدقاء، تلاميذ...)، لها دور مهم في إيصال العمل إلى شريحة واسعة من القراء.

الكاتب الحديث يبدو بعيدًا عن السياسة، هل ترى أن دور المثقف القديم قد انتهى؟

اشتراط كتابة أدب ملتزم فكرة إديولوجية. على كل حال، صدر الأدب رحب، وكل يكتب في الثيمة التي يرى نفسه معنيا بها.
أما عن نفسي، فقد أتفرغ لشرح الأنساق النظرية للفلسفة السياسية، لكنني لا أحب ممارستها (يضحك)، ولا الدخول في نقاشات سياسية.

بوجود الرداءة وكثرة النشر، كيف يمكن أن نجود الأدب ليعود قويًا كما كان؟

لست متأكدا ما إذا كان الأدب حرفة، لأن ربط الأدب بالحرف يعني أنه أدب من أجل غاية ما. ما أعتقده هو أن الأدب فن نمارسه لنضفي لمسة جمالية على الحياة، الكاتب الحق هو القادر على استنفار خيال القارئ، وتحريك مشاعره، وترك أثر عميق في نفسه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :