facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




" القيادة الهاشمية وعبقرية الدبلوماسية الأردنية"


د. محمد العزة
01-02-2025 10:52 PM

واثق الخطوة يمشي ملكاً .. ظالم الحسن، شهي الكبرياء”

بكل هدوء و ثقة في النفس و رباطة جأش و طمأنينة ، أطل علينا الملك يوم الأحد الموافق 2025/1/26 من على منصات التلفزة الإعلامية الدولية بتصريحات ردا على اسئلة الإعلام الغربي من بروكسيل عاصمة بلجيكا حول الموقف الأردني إزاء انتقال جزء من سكان قطاع غزة إلى الأردن وجزء أخر إلى مصر، ليأتي رده صريحا واضحا صلبا بلغة محكمة الجمل و رفضه رفضا تاما ، مؤكدا على الموقف الأردني حيال هذا المقترح.

مكان و توقيت الرد، له أبعاده وأهدافه، إذ تدل على حنكة سياسية و رؤية ثاقبة النظر ذات قدرة على تحليل الأحداث و الحالة السياسية، و أبصار لما هو قادم و مطلوب من اتخاذ خطوات للبدى بالتخطيط والاعداد و التحضير للاستعداد لغاية التعامل معه بكل اتزان و اعتدال دون انفعال أو إبداء أي ملامح للقلق.

هي خبرة السنين واليقين والثقة بالله وأرث ديبلوماسية مدرسة الراحل الحسين بن طلال رحمه الله تعالى، التي لطالما امتازت بالحكمة و الهدوء و عمق التفكير و ابداع الفكرة و سرعة الحركة لضمان صناعة حالة من الوقاية و الحماية ، تقطع الطريق على أي قرارات سياسية لها تداعيات أو أثار سلبية على الدولة الأردنية كما حدث في الآونة الأخيرة.

الرد والتصريح من قلب عاصمة الديبلوماسية الأوروبية بروكسل مقر البرلمان الأوروبي و معقل الديمقراطية و مركز القرارات السياسية الأوروبية له مغزى كبير يحمل معاني كثيرة، حيث صاغ المللك عبارات تصريحاته على الهواء مباشرة من على منبر سياسي ، لتكون بمثابة إجابة في سياق الرد التكتيكي الذكي للتصريح الذي صدر من واشنطن و من على منبر سياسي أيضا دون وجود فارق في التوقيت أو التاريخ ، ثم ليتم الأعلان عن توقيع الشراكة الاستراتيجية بين الاردن و الاتحاد الأوروبي في تاريخ 2025/1/29 قبل تاريخ ميلاد الملك ال 63 بيوم و بحضوره مع القيادات الأوربية ، ليكون التوقيع الأوروبي بالمنح ردا على توقيع المنع الأمريكي.


هذا الاتفاق في بروكسل أيضا رسالة أن الأردن يمتلك من المكانة العالية الرفيعة ، تتيح له الخيارات المتعددة، يعززها العلاقات الدولية العميقة القائمة على الاحترام المتبادل التي تجعله قادرا على التعامل مع أي ضغوطات تمارس عليه أو قرارات تتعارض مع مواقفه وثوابته ومصالحه الوطنية السياسية و الاقتصادية، و في رسالة أيضا أنه نذر نفسه لخدمة وطنه وها هو و شعبه يستقبل عام جديد من عمره بثقة للعبور و المضي قدما.

الأردن دولة محورية في المنطقة، لأسباب عدة أهمها موقعه الجيوسياسي الاستراتيجي ، الاستقرار السياسي لدولة عمرها تجاوز المئوية الاولى الى الثانية بحكم ملكي هاشمي ممتد يوصف بالاعتدال و الاتزان في علاقاته مع عمقه العربي و الإقليمي و اتصالاته و تحالفاته الدولية الخارجية ، و قوة روابط مؤسسة الحكم مع شعبها ، هذا ما جعله يمارس دوره وفق هذا الوصف المحوري الرئيسي و ما يترتب عليه من اتخاذ زمام المبادرة و المشاركة في أحداث سياسية في الماضي و الحاضر ، و خاصة بما يتعلق بملف القضية الفلسطينية و لم تنجح أي محاولات التجاوز للأردن أو تجاهله في حساب المدخلات و المخرجات لاي معادلة من معادلات الحل السياسي.
هنا تبرز مزايا وسمات القيادة الهاشمية والريادة في إدارة الحالة أوقات الأزمات و تسخير كل الطاقات و القدرات و العلاقات لتجاوز العقبات و التحديات و الضغوطات التي تمارس في وجه الدولة الأردنية، محاولة رهن قراراتها و مصيرها لصالح مشاريع لا تخدم المصلحة الوطنية.

هي عبقرية القائد الهاشمي في قيادة الدبلوماسية الأردنية التي أثبتت يوما بعد يوم أنها مدرسة على درجة عالية من العبقرية و الحنكة و الحرفية المهنية الوطنية التي اتصفت بديناميكية الثبات على الموقف و مرونة القرارات السياسية التي لا تقدم أي تنازلات لكنها مهارات القياس للمساحة المتاحة و دراسة الساحة التي تجري عليها الأحداث لاختيار موقع و موطأ القدم الثابتة التي تمنحه فرصة الوقوف متزنا صامدا قادرا على حمل الأعباء و المسؤولية الثقيلة، مسؤولية وطن و شعب و قضية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :