facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة


لؤي الجرادات
01-02-2025 05:18 PM

اعتقد جازما ان تحرير فلسطين اليوم يمر سريعا في ثلاثة مراحل المرحلة الاولى اسمها (ليسوءوا وجهكم) وقد شاهد العالم كله كيف استطاع عباد الله في غزة ان يجعلوا وجهمم سوداء ومخزين في مراحل العمليات العسكرية والانسحابات العسكرية من القطاع ، وكذلك في كل عملية تبادل الاسرى والتي ستنتهى في غضون الاسابيع قليلة المقبلة ، ثم تبدأ المرحلة الثانية واسمها ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة ) والمرحلة الثالثة اسمها ( وليتبروا ما علوا تتبيرا )

تغلي الشوارع العربية والاسلامية لما يحدث في فلسطين لكنها لا تفور حتى اليوم ، وبطبيعة الحال قد تنقسم على نفسها وقد تتجتمع، وتتخطفها الانتماءات الفرعية وقد تتوحد ،أوالولاء لأجندات وطنية او لمصالح شخصية وقد تتلاشى الحدود والقيود ، وفي المقابل يحرص اصحاب الفكرالصهيوني على مزيد من الفرقة والتشتت والانقسام بإسقاط تصوراتهم على الشارع ، من دون اي مقاربات عميقة أو وعى حقيقى لأسباب الغليان ، ثم يتخذون أوهامهم وقودا لإفتعال مواجهات يعجزون هم انفسهم عن إنهائها، ناهيك عن أنهم يخرجون من المواجهات دائما أضعف مما كانوا عليه، ثم يعترفون بطريقة مباشرة او غير مباشرة،إن أحدًا منهم لم يكن يتوقع أن يخسروا ما خسروه في غزة

والمشهدية نفسها حاضرة بشكل أو بآخر في اسرائيل، صحيح أن الميدان ما يزال ساخنا ؛ إلا أن اسرائيل وحلفاءها ما أظهروا اي قدر من التعقل والاحتكام للمنطق ، و أن يتخلّوا عن سرديّة الانتصارفي غزة غير الحقيقي على الإطلاق، و أن يُلقوا السلاح جانبا؛ ويعترفوا بحجم الخسارة وتكاليفها بعيدة المدى على اسرائيل ، ووجوبيّة الانخراط في مشروع سياسي مع المقاومة ، لا سيّما أن نُذر الخطر تفوق محفّزات الاطمئنان حجمًا ونوعا، والطوفان كان وبالاً على اسرائيل وانتصارا للقضية الفلسطينية ، والمستقبل غامض كأقصى ما يكون الغموض في اسرائيل

لهذا تراهم في اسرائيل يفتحون تحقيقا ليعرفوا طبيعة ما حدث بالضبط ، ولسان حالهم وواقعهم يقول لو نعرف ما وراء 7 اكتوبر لما تورطنا في الرد على الطوفان وكان قبلنا بتفاوض والتبادل منذ البداية ، وفعلا ما نراه يحدث في صفقة التبادل خير دليل، واعترفوا ان المقاومة الفلسطينية في غزة أشرس وأكثر اقتدارا، وظاهر حوارهم يُخفى وراءه الدهشة والمفاجأة من قوة المقاومة في غزة
القضية الفلسطينية بوصفها عقدة الوطن العربي وروح تأجيجه الدائم ، فقد تحرّكت عقودا فى الزمن وما تبدّلت على صعيد الوعي الجمعي للأمة العربية والاسلامية . وما تزال الاغلبية الساحقة من العرب والمسلمين تنظر للمأساة فى حالتها الطازجة وكأن اجيال اليوم تعيش ايام ضياع ارض فلسطين في النكبة الأولى، مُستندا في الوعي الجمعي أن اسرائيل ليست دولة أصيلة في المنطقة العربية بل مجرّد عصابات صهيونية طارئة صنعت دولة وستنتهى إن طال الزمن او قصر.

الطريق مفتوحة امام المقاومة في مفهومها الشامل لتصحيح حركة التاريخ وصولا إلى التحرير الكامل، واستعادة الجغرافية الفلسطينية من النهر إلى البحر، مستندين على الإيمان بقوة الحق وعدالة القضية، وهما محرك الوعي الجمعي و يصلحان لتثبيت القلوب وحفظ السردية الفلسطينية التى تكتب صفحاتها يوميا بالدم والنار والخراب والدمار، في مشاهد بث حي و مباشر على الهواء صوت وصورة ،
ولكن ما لم يتحول الايمان بقوة الحق وعدالة القضية الى قوة العمل والإعداد المتقن لتثبيت الحق وإنصاف القضية على ارض الواقع ،لن يكفي هذه الايمان لمداواة مريض أو حتى لاستدراك الواقع وحقائقه الثقيلة

نعم نمت دولة الاحتلال إسرائيل وقويت شوكتها منذ 76 سنة،وما توقفت منذ أن احتلت ارض فلسطين عن حركتها الدؤوبة على كل المستويات من تطوير الفكرة الصهيونية نفسها، وتوظفها فى بناء اجيالها، ومحاولات دخولها فى نسيج المنطقة العربية ، نعم حقيقية العصابات صارت دولة قوية عسكريا ولديها نفوذ سياسي على قيادة العالم الصهيوني ولكن تحطمت هذه الدولة وانهارت في 7 اكتوبر
وتعال معي في نظرة عميقة للداخل الاسرائيلي ، ومُقارباتها للمشهد السياسى ما بعد كل هذا الجنون الذي أنزلتها حكومة اليكود المتطرفه على شعبها ، كما لو أنها في حفل تسويق النصر المزعوم ، يغيب عن الحكومة الاسرائيلية والاحزاب اليمينية المتطرفة وخاصة حزب اليكود أنه هُزِم فى الجولة الأخيرة في غزة ، أو ربما يتعامى الجيش الاسرائيلي عن الحقائق؛ فيدفع عناصره لتجوب مدن الضفة الغربية بالمعدات العسكرية وبالأعلام الاسرائيلية ترفع فوقها ، بينما يعود آلاف النازحين في قطاع غزة إلى بيوتهم المدمرة ، حتى قبل أن يكتمل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وفيما يُشبه تدشين العهد الجديد بالتحدي والصمود والجاهزية لدفع ثمن الحرية والتحرير من جديد

فى الأسبوع المقبل، من المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية لإتفاق وقف إطلاق النار، على أن تُختَتَم فى غضون أسبوعين تقريبًا. والغاية منها أن تتثبّت الهُدنة المؤقتة وفق صيغة دائمة، تشمل إنجاز ما تبقّى من مبادلة الأسرى والمُحتجزين، ثم استكمال علميات الانسحاب من محوري نيتساريم وفيلادلفيا والإطار الشمالي والشرقي للقطاع.

والعبور إلى أسابيعها الستّة، ثم استكمالها بانضباط كامل، يعنيان انتهاء الحرب عمليا، والاتجاه نحو ابتعاث مشروع سياسى واجتماعى للمستقبل، يبدأ بآلية إدارية في غزة تقبلها المقاومة ، وتبدا خطة لإعادة الإعمار ومعالجة حياة مليوني ونص مواطن غزاوي
فى الجولة المقبلة للمفاوضات لن يُقصّر نتنياهو عن اختراع الأزمات ووضع العراقيل، ولا سبيل للمناورة هُنا إلا بعد استيعابه العميق لدروس الشهور الماضية، وإقراره بالإخفاق، ورغبة فى الخروج من النفق المظلم،وفي الحقيقة التجأت تل أبيب إلى الصفقة تحت ضغوط خسائرها العسكرية في معارك غزة ، وكذبت على جمهورها انها تعرضت لضغوط أمريكية، وحصّلت على وعدٍ بإطلاق يديها مع أول خطأ أو انسداد في المفاوضات المقاومة ورجالها قرأوا السياق على وجهه السليم حتى اللحظة، واستقروا وتعالوا عليه، فاستمّر حديثهم عن النصر وأن العدوّ تنازل مرغما على البنود التى كان يرفضها، لأنه عجز عن تحقيق أهدافه المُعلنة، و إن كتائب القسّام تفوّقت بالعقيدة والدهاء على جيشه المُدجَّج بالسلاح وهذا ما يقوله الخبراء العسكريين العرب و الاجانب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :