facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العشائر .. سد منيع في وجه الوطن البديل


أ.د تركي الفواز
01-02-2025 10:24 AM

في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من التحديات السياسية والاجتماعية، يواصل الأردن تمسكه الثابت بموقفه التاريخي الرافض لأي محاولات لتغيير الوضع القائم في القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن لا وطن بديل للفلسطينيين وأن حل قضيتهم يجب أن يتم على التراب الفلسطيني، الموقف الأردني الراسخ هذا يأتي ردًا على بعض الطروحات التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين إلى الاردن ومصر ، وهي أفكار مرفوضة بشكل قاطع من قبل المملكة التي تؤمن بأن أي حل لقضية فلسطين، يجب أن يتم على أرضها وليس على حساب أي دولة أخرى.

منذ عقود، ظل الأردن ثابتًا في دعمه للقضية الفلسطينية، رافضًا كل محاولات فرض حلول تتناقض مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويعكس هذا الموقف التزامًا وطنيًا عميقًا لا يقتصر على السياسة الخارجية، بل يتجذر في ضمير الشعب الأردني الذي يرفض أي مساس بالحقوق الفلسطينية، في هذا السياق، تأتي العشائر الأردنية كحصن منيع ضد أي محاولات لتغيير الواقع السياسي أو الديموغرافي في المنطقة، حيث تظل العشائر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الأردنية، وهي قوة سياسية مؤثرة في الدفاع عن الحقوق الوطنية.

العشائر الأردنية باعتبارها العمق الاجتماعي والتاريخي للأردن، كانت ولا تزال في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، وتعتبر أن فلسطين هي للفلسطينيين وأن أي حديث عن تهجيرهم أو فرض حلول بديلة يتناقض مع المبادئ الثابتة للأردن، هذه المواقف العشائرية، التي تعبر عن إرادة الشعب الأردني ككل، تؤكد أن أي محاولة للتلاعب بمصير الفلسطينيين أو تغيير واقعهم الديموغرافي هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، فالحديث عن "وطن بديل" بالنسبة للعشائر الأردنية هو مساس مباشر بالأردن نفسه وهو ما يجعل العشائر تتوحد في رفض هذه الحلول بشكل قاطع.

من خلال هذه الوحدة العشائرية، يعزز الأردن موقفه كداعم رئيسي للحقوق الفلسطينية في الساحة الإقليمية والدولية، ويؤكد أن السلام في المنطقة لا يتحقق إلا عبر حل عادل، يقوم على قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هذا الموقف يعكس التزام الأردن بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويعزز مكانته كداعم حقيقي للحقوق الفلسطينية في مواجهة أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

في كل شبر من 238 كيلومترًا من الحدود مع الكيان الغاصب، تتردد أصداء البطولة والفداء، حيث سطّر أبطال العشائر ملحمة الفداء بدمائهم، ليبقى الوطن عصيًّا على كل محاولات التهجير والتصفية، وفي كل خطوة على هذه الأرض، لنا شهداء رفعوا راية الكرامة، تاركين خلفهم إرثًا من العز والفخر، وصهيل خيولنا لم يكن مجرد صوت يتردد في الأفق، بل صدى للدماء الطاهرة التي سالت على ثرى الأرض، أُريقت في مواجهة الاحتلال الغاشم،إنه إيقاع يتردد عبر الزمن، يذكّرنا بأبطال رسموا بدمائهم طريق العزة، وبحوافر خيولهم كتبوا سطور النضال الخالد. وعلى امتداد هذه المسافة الطويلة الممتدة بجذورها في النضال، يظل ملح البارود الذي ثار، وصهيل الخيول، وصوت حوافرها المتسارع صدى يقاوم كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول بديلة.

إن هذه الحدود، التي ارتوت بدماء الأحرار، شهادة حية على قدرة شعبنا، في الأردن وفلسطين، على التصدي لكل المخططات الرامية إلى تغيير الواقع السياسي، فصهيل خيولنا الذي بلغ هذه الأرض هو تجسيد لعزيمة لا تنكسر، وإرادة لا تعرف الحدود ومن يظن أن الصراع قد انتهى، أو أن تهجير الفلسطينيين هو حل، فإنه يتجاهل التاريخ ويتحدى الحقائق فهذه المعركة مستمرة، ولن تنتهي إلا بنصرٍ محتوم، يُعيد للأرض لاهلها، وللحق مكانه، وللظلم زواله.

لكل من يروج لفكرة تهجير الفلسطينيين عن ديارهم أو حل قضيتهم الوطنية خارج وطنهم، فإن هذه المشاريع ليست فقط غير قابلة للتنفيذ، بل هي أيضًا مساس بالحقوق الوطنية الفلسطينية والإنسانية لشعب بأسره، إن الحديث عن نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى تحت أي مسمى، من "التوطين" أو "الوطن البديل" إلى "الكونفدرالية" أو "الفدرالية"، هو بمثابة محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر لا يمكن لأي طرف أن يقبله.

بكل تأكيد لن يمر هذا النوع من المشاريع التي تسعى إلى فرض الواقع بالقوة، فالعزيمة الفلسطينية والشعب الأردني، معًا ستظل تصد أي محاولة تسعى لتصفية القضية، فالقضية الفلسطينية يجب أن تبقى حية في قلب كل عربي، ولن يكون هناك حل سوى أن يعود الفلسطينيون إلى وطنهم ويعيشوا بحرية وكرامة، ويبقى أن نقول إن فلسطين ستظل دائمًا للفلسطينيين، ولن تكون هناك حلول بديلة فأي محاولة لتهجيرهم عن أرضهم أو فرض واقع جديد عليهم هي مشاريع مرفوضة، لن يقبلها الشعب الفلسطيني ولا الشعوب العربية، وهذه القضية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية مصير وهوية.

ويبقى السؤال: إلى متى ستستمر بعض الأطراف في محاولة فرض مشاريع تهجير أو توطين في ظل موقف عربي موحد يؤكد أن فلسطين هي للفلسطينيين وأن لا بديل عن حقوقهم المشروعة؟ تظل العشائر الأردنية صمام الأمان الذي يحمي الأردن من أي محاولات تهدف إلى المساس بهويته الوطنية أو بالقضية الفلسطينية، فالموقف العشائري الراسخ ضد هذه الحلول ليس مجرد رد فعل على تصريحات سياسية، بل هو التزام عميق يعكس إرادة شعبية لا تقبل بتغيير المعادلة السياسية في المنطقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :