الإعلام بين المهنية والتضليل: الأردن أقوى من حملات الاحباط
الدكتور عادل الوهادنة
31-01-2025 12:59 PM
في كل مرة يواجه الأردن تحديًا جديدًا، تتسابق بعض المنصات الإعلامية لخلق مناخ من التشكيك والتهويل، وكأن الدولة عاجزة عن التكيف مع المتغيرات. اليوم، ومع تداول بعض التقارير حول وقف عقود خدمات المتعاقدين، نشهد محاولة جديدة لتحويل إجراءات طبيعية إلى “أزمة”، في مشهد يعكس ضعف المهنية الإعلامية واعتماد الإثارة بدلاً من الحقيقة.
الأرقام لا تكذب، لكن التهويل يصنع الوهم
• أكثر من 90% من العقود الحكومية تخضع لمراجعات دورية وفق أسس قانونية وإدارية، وهو إجراء طبيعي لضبط الإنفاق وتحسين الأداء، وليس مؤشراً على أزمة.
• الأردن تمكن من الصمود في وجه تحديات أكبر بكثير، ومن ضمنها الأزمات المالية والسياسية الإقليمية، فكيف يمكن الحديث عن “كارثة” بسبب قرارات إدارية؟
• الدعم الخارجي لم يكن يوماً العامل الحاسم في استمرارية المؤسسات، بل كفاءة إدارتها، وهي النقطة التي يحاول البعض التعتيم عليها.
متى يتحمل الإعلام مسؤوليته؟
مرة أخرى، نجد أنفسنا أمام محاولات إعلامية محبطة تهدف إلى زعزعة الثقة والتشكيك في قدرة مؤسساتنا على التكيف مع التحديات. من المؤسف أن يتحول الإعلام، الذي يُفترض به أن يكون أداة لرفع الوعي وتعزيز الحقائق، إلى ساحة لزرع الإحباط والتشكيك.
ندعو وسائل الإعلام إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية في تقديم صورة دقيقة ومتوازنة، بدلاً من الانجراف وراء سيناريوهات لا تخدم إلا أجندات غير واضحة. هذه ليست أزمة، بل فرصة لإعادة ترتيب الأولويات، والرهان الحقيقي هو على قدرة مؤسساتنا في تجاوز أي متغيرات دولية، كما فعلنا دائماً.
الأردن لا يتراجع… بل يعيد الترتيب والتكيف
• أي قرار سيادي تتخذه الدولة هو جزء من نهج استراتيجي محسوب، وليس ردة فعل عشوائية كما يحاول البعض تصويره.
• الأردن، بقيادته ومؤسساته، لم يكن يوماً دولة تابعة للضغوط الخارجية، بل دولة تعتمد على نفسها، وتمضي بثبات نحو تحقيق الأهداف الوطنية.
• من يريد الحقيقة، عليه أن يبحث عنها في الإنجازات الأردنية، وليس في العناوين المثيرة للقلق.
الأردن لم ولن يكون رهينة لتقارير مغلوطة أو حملات إعلامية تهدف إلى الإحباط. نحن أمام اختبار وطني يتطلب من الجميع الوقوف إلى جانب الدولة، وعدم الانجرار وراء التشويش الإعلامي الذي لا يخدم إلا أعداء الاستقرار.