شأنكم ألا تصدقوا وزير الزراعة .. لكن هل تجرؤون على معرفة الحقيقة؟
محمود الدباس - ابو الليث
30-01-2025 11:11 AM
كما هي عادتنا في ملتقى النخبة-elite.. لا نركَن لما يُشاع على منصات التواصل الاجتماعي.. بل نبحث عن الحقيقة مهما كانت مُغيبة.. وننشرها بكل مصداقية وشفافية.. حتى لو لم تُعجب أولئك الذين اعتادوا على صم آذانهم.. وإغماض أعينهم.. وإغلاق عقولهم عن كل ما يخالف هواهم.. منشغلين بترديد الإشاعات.. والتقاط المغلوط من المعلومات.. والسواد من الصور..
لذلك.. ولأننا لا نأخذ الأمور بالمسلمات.. فقد توجهنا إلى وزارة الزراعة.. وجلسنا مع معالي الوزير المهندس خالد حنيفات.. في لقاء مفتوح.. ضم مجموعة من أصحاب الفكر المختلف.. لنطرح كل ما يشغل الرأي العام.. ونسمع الرد من رأس الهرم نفسه..
فحين تُسلب الحقيقة مكانتها.. وتُستبدل بالإشاعة والتشويه.. وحين يصبح صوت الجهل أعلى من صوت المعرفة.. ندرك أن هناك من لا يريد أن يرى النور.. حتى لو أُشعلت الشمس أمامه.. وأن هناك من يُغمض عينيه.. ويُصم أذنيه عن كل ما يخالف هواه.. فيعيش في ظلمة يصنعها لنفسه.. ثم يُحاول أن يجرّ غيره إليها..
نحن لا نقول هذا جزافاً.. ولا ننقل روايات مبتورة.. كما يفعل كثيرون ممن امتهنوا التهويل والتضليل.. بل نتحدث عن حقائق لمسناها بأنفسنا.. سمعناها من رأس الهرم في وزارة الزراعة.. وجلسنا في لقاء مفتوح مع معالي الوزير.. لنطرح كل ما يتداوله الناس على منصات التواصل.. فكانت الإجابات واضحة.. الأرقام حاضرة.. والتفاصيل متاحة.. طبعاً لمن أراد أن يسمع بإنصاف.. لكن هل يريدون؟!..
هل يعلم هؤلاء الذين يصيحون صباح مساء.. بأن الزراعة محاصرة.. والمزارعين مقيدون.. أن هناك 200 رخصة ممنوحة لاستيراد اللحوم؟!..
وأن أي شخص يستطيع استيراد الأسمدة والمبيدات.. دون احتكار؟!..
وأن كل من يملك 50 دونماً في غور الأردن يحق له حفر بئر.. واستخراج المياه للزراعة دون قيد؟!..
وأن الحوض المائي الغربي للأردن.. منفصل طبيعياً عن مياه الجوار؟!..
بل هل يعلمون أن الدولة لا تمنع أحداً من زراعة أي محصول يريده؟!..
كل هذا وهم يرددون عكسه.. بلا دليل ولا منطق..
أما الاستثمار في القطاع الزراعي.. فالأبواب ليست مفتوحة فقط.. بل مشرعة على مصراعيها.. عشرات الملايين من الدنانير.. مرصودة لدعم المزارعين.. منح وقروض صفرية الفائدة.. مصانع مجهزة بالكامل.. تُمنح مجاناً لخمس سنوات.. طاقة بديلة متوفرة.. وما على المستثمر إلا جلب خطوط انتاجه.. تسهيلات بلا حدود.. لمن يريد أن يعمل ويبني.. لا لمن يريد أن يُبقي الفشل شماعة ليعلق عليها قصوره وتقصيره..
لكن الكارثة ليست في وجود من يُضلل.. بل فيمن يفتح قلبه وعقله لكل إشاعة.. دون أن يكلف نفسه عناء التحقق.. فيمن يظن أن نشر السلبية والافتراء بطولة.. وأن تضخيم الأخطاء واجب.. بينما دفن الإنجازات فضيلة.. هؤلاء لا يضرون الوزير ولا الوزارة.. بل يضرون وطنهم.. يطعنونه بخناجر اللسان والقلم.. ثم يقنعون أنفسهم.. أنهم مصلحون.. وهم لا يدرون أنهم مفسدون..
أما آن لهؤلاء أن يستفيقوا؟!.. أن يدركوا أن الله يسمع ويرى.. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟!.. إن كانوا يتظاهرون بالبحث عن الحقيقة.. فها هي بين أيديهم واضحة كالشمس.. وإن كانوا يزعمون حب الوطن.. فالتشويه ليس حباً.. والنقد الأعمى لا يبني.. بل يُهلك الحرث والنسل.. أم أنهم يريدون أن يبقوا في غيبوبتهم الإعلامية.. يروجون الأكاذيب.. ويقتاتون على التضليل؟!.. لا عذر لهم بعد اليوم.. فقد قيلت الحقيقة لمن أراد أن يسمع.. أما من اختار أن يُغمض عينيه.. فلا لوم إلا على نفسه..
وهنا.. دعوة إلى من يدّعون المعارضة السليمة.. إن كنتم حقاً تنشدون الإصلاح.. فاخرجوا من جُب السلبية.. وأشهروا أقلامكم لنصرة الحقيقة.. فالكلمة مسؤولية.. وأثرها قد يكون بناءً.. وقد يكون هدماً.. فاختاروا أي أثر تتركون..