لعبة فيديو جديدة تحدد الإصابة بالتوحد بدقيقة واحدة
30-01-2025 10:12 AM
عمون - طوّر باحثون من معهد كينيدي كريجر وجامعة نوتنغهام ترينت أداة رقمية مبتكرة، أُطلق عليها "التقييم المحوسب للتقليد الحركي" (CAMI)، للكشف عن اضطراب التوحد بسرعة ودقة عالية.
تعتمد هذه التقنية على تتبع الحركة لقياس مهارات التقليد الحركي، ما يسمح بالتمييز بين الأطفال المصابين بالتوحد وغيرهم، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
شارك في الدراسة 183 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عامًا، حيث طُلب منهم تقليد حركات رقص تؤديها شخصية رمزية داخل لعبة فيديو لمدة دقيقة واحدة. أظهرت النتائج أن أداة CAMI تمكنت من تحديد الأطفال المصابين بالتوحد بدقة بلغت 80%، كما نجحت في التفريق بين التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنسبة 70%.
ويُعد هذا الابتكار تقدمًا كبيرًا، نظرًا لصعوبة التمييز بين الحالتين، خاصة أن أعراضهما قد تتداخل، مما يجعل التشخيص تحديًا حتى للأطباء المتخصصين.
وأشار الدكتور ستيوارت موستوفسكي، طبيب أعصاب الأطفال ومدير مركز أبحاث النمو العصبي والتصوير في معهد كينيدي كريجر، إلى أن هذه الأداة تمثل نقلة نوعية في تشخيص التوحد، إذ توفر بديلاً سريعًا ومنخفض التكلفة مقارنةً بالطرق التقليدية التي تتطلب وقتًا طويلاً وتكلفة تتراوح بين 1500 و3000 دولار سنويًا.
وأضافت الدكتورة بهار تونكجينش، الباحثة الرئيسية في الدراسة وخبيرة التنمية الاجتماعية في جامعة نوتنغهام ترينت، أن التوحد لم يعد يُنظر إليه فقط كاضطراب في التواصل الاجتماعي، بل إن الصعوبات الحركية، مثل التقليد الحركي، تلعب دورًا مهمًا في تطور مهارات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت تونكجينش أن ما يميز CAMI هو بساطتها وسهولة استخدامها، حيث تُعد تجربة ممتعة للأطفال وتوفر للأطباء أداة تشخيصية دقيقة وسريعة.
يطمح الباحثون إلى توسيع نطاق استخدام هذه الأداة لتشمل فئات عمرية أصغر وأطفالًا يعانون من تحديات نمو أكثر تعقيدًا، مما قد يسهم في تحسين تشخيص اضطرابات النمو العصبي الأخرى.
وفي هذا السياق، شدد موستوفسكي على أهمية تبني هذه التقنية عالميًا، مؤكدًا أن تحسين دقة التشخيص سيمكن الأطفال من الحصول على الدعم المناسب، مما ينعكس إيجابيًا على جودة حياتهم ونتائجهم المستقبلية.
نشرت نتائج الدراسة في المجلة البريطانية للطب النفسي.
"وكالات"