أكثر من سبب لطمأنينة الأردنيين
طلال الخطاطبة
29-01-2025 02:55 PM
يلاحظ المشاهد للشارع الأردني أن قلقه من تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد كان كغلي فنجان قهوة على الغاز ما لبث أن فتر، وعاد إلى ما كان عليه، وعاد الى الحديث عن الموضوع كعادته في التعامل مع الأخبار الساخنة. وهذا يعود لعدة أسباب، أوجزها في القادم من السطور.
أهم هذه الأسباب الثقة بالقيادة الملكية للأردن وهي قيادة تتميز بالوعي الأكاديمي السياسي والقدرة على التعامل مع الملف الأمريكي بشكل يفهمه الأمريكويون جيدا، فجلالته أكذ على ذلك بنفسه في البرنامج السياحي عن الأردن الذي انتجته محطة ديسكفري. فالعلاقة الأدرنية الأمريكية متميزة وقائمة على المصالح المشتركة، ولهذا فقرار الرفض الأردني للاقتراح كان حازما وفوريا. وكانت اضافة جلالته بأنه يتحدث باسم الاخوة بمصر تشير إلى أن الأردن ليس وحيدًا، وبدأ يتحرك ضمن مجموعة عربية رافضة للقرار.
الإدارة الأمريكية سواء اتفقنا معها أو اختلفنا هي إدارة مؤسسية وليست فردية، فهناك كونجرس يتكون من أطياف كثيرة تمثل أحزابًا لا تتفق ونهج ترامب رغم حبها لأسرائيل، وهذا الأحزاب على تواصل دائم مع الأردن. ربما كان من المفيد التذكير بمقولة قالها معالي ناصر جودة وزير الخارجية الأردني الأسبق "عندما كان الأردن يحشد الرأي الأوروبي والدولي ضد قرار ترامب نفسه لنقل السفارة للقدس حيث قال: "إن للأردن لوبي أقوى من اللوبي الإسرائيلي"، لهذا سينجح الأردن في إحباط أوهام ترامب بعد أن يفيق من سباته.
موقع الأردن بالذات يجعل من استقراره مصلحة عربية دولية وليس فقط أمريكيًا، انه مفتاح الأمان لكل المنطقة ومنها الدول العربية، لهذا سينجح جلالته في تخفيف (حماس) ترامب عن طريق تكوين تحالف مع من يهمه الأمر من الدول العربية ليقف بوجه ترامب الهائج الذي ستتأثر به كل الدول.
ولا يمكن اغفال أثر الشارع والمؤسسات المحلية في دعم جهود الأردن ضد المزيد من التهجير الفلسطيني للأردن ومصر، وهذا الدعم يتساوى به الأردنيون جميعًا، فكل ما يكتب على وسائل الاتصال وفي الاجتماعات أو الحشد أمام الديوان أو البرلمان له عظيم الأثر في دعم جهود جلالته.
ما يُطمئن الأردنيين أنه وبعد تصريحات ترامب كان الرد عليها بهذا الجسر الجوي بين غزة وعمّان ليمد يد العون للإخوة هناك وليكون عمليا، فالأعمال أقوى من الكلمات، إضافة لهذه المستشفيات المنتشرة في كل فلسطين لتضيف جانبًا آخر للرد الأردني.
المشهد أردنيًا لا يختلف سياسيًا عن أيام نقل السفارة، وسيجتاز الأردن بهمة قيادته وحنكتها وعزم ابنائه الواثقين به كل الصعوبات والتحديات.