facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لوكاشينكو على خطى بوتين


د.حسام العتوم
29-01-2025 11:26 AM

فاز الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو بتاريخ 26 / تشرين الثاني / 2025 في الانتخابات الرئاسية للمرة السابعة على التوالي ،و الدستور في بلاده يسمح بالترشح المستمر مادام الشعب يصوت له و لمنافسيه ، ولا منافس قوي له وسط الليبرليين و الشيوعيين و المعارضة و البرلمان عموما ، وحصل على نسبة تصويت هي الاعلى منذ عام 1994 ، حيث بلغت أكثر من 86 %، و فاز قبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الخامسة بدستور يسمح بتداول السلطة وحصل على أعلى نسبة تصويت عام 2024 وصلت إلى 86 % أيضا ، وكلاهما من مدرسة الاتحاد السوفيتي ، والرئيس الاذري حيدر الييف حكم 21 عاما ، و الرئيس الكازاخي نزاربايف حكم 30 عاما ، و حكم الزعيم جوزيف ستالين بين أعوام 1924 و 1953 قبلهم 29 عاما ، مما يعني أن الحكم في أساسه في المنطقة الشرقية السلافية سوفييتي التقليد و الطابع ، و لا يعكس نمطا ديكتاتوريا كما يصور ذلك الغرب من منظور الحرب الباردة و سباق التسلح ،و إنما كان دائما باحثا عن الجودة ، و معدن الرجال ، و الاستقرار ، ومنع الاختراق الخارجي عبر التحصين الداخلي .

لماذا انتخاب لوكاشينكا في بيلاروسيا مجددا ، و مجددا ، و ليس غيره ؟ الشعب البيلاروسي يجيبكم ، و بوجود مراقبين دوليين في انتخاباته الرئاسية ، فهو رئيس فولاذي تتوازن شخصيته مع شخص الرئيس بوتين ، و تشكل بلاده بيلاروسيا خط الدفاع الأول عن روسيا ، وعن اتحاد الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ، و تمتلك رؤوسا نووية تحت الادارة الروسية ، و غيرها من نوع " أريشنيك " الفتاكة ، وكلها غير متوفرة في الدول الأخرى المنسلخة عن الاتحاد ، و بالمناسبة لوكاشينكا عارض تفكيك الاتحاد السوفيتي ، لكن قرار تفكيكه لم يكن فرديا بل جماعيا بقيادة مخيائيل غورباتشوف بتاريخ 25 ديسمبر 1991 ،ولأسباب اقتصادية ،و غيرها ذات العلاقة بالديمقراطية والمكاشفة و الحرية و الاستقلال ، و الصهيونية كانت دائما على خط عملية الإنهيار. و بطبيعة الحال لم يكن قرار التفكيك حينها سليما ،و تسبب في إنهيار جبهة شرقية اقتصادية و سياسية عملاقة بإكملها . و لم يتفق لاحقا الرئيس بوتين مع رواية تفكيكه و اعتبرها خطأ تاريخيا تمكن من معالجته بقبول اتحاد الدول المستقلة ، و بالتوجه لبناء عالم متعدد الأقطاب يشمل شرق و جنوب العالم ، و يبقي الباب مفتوحا على الغرب.

اختلفت بيلاروسيا عن أوكرانيا " كييف " بعد مرحلة الاتحاد السوفيتي ، فبقيت صامدة في خندق القطب الروسي العملاق ،و لم يغريها حضارة الغرب ، و رغم أنها لم تدخل الحرب الأوكرانية مع روسيا مباشرة دفاعا عن سيادة روسيا ، إلا أنها شكلت عاملا مساعدا لها و وسط جبهتها ، وساهمت بقوة في اقناع نظام " كييف " بالتوجه للسلام و العزوف عن الحرب عبر توقيع اتفاقية " مينسك " لعام 2015 ، و اشركت في حوارها روسيا ، و فرنسا ، و المانيا . لكن أمريكا -جوبايدن ،و بريطانيا – باريس جونسون أفشلوا الاتفاقية و دفعوا بها لقبول الحرب مع روسيا بهدف استنزافها وسط سعير الحرب الباردة و سباق التسلح ،وهو ما ترفضه روسيا و الصين معا . وبعد قدوم الرئيس الأمريكي ترامب 2025 يبقى الأمل معقودا لوضع حد للحرب الأوكرانية التي استنزفت أموال حلف " الناتو " بقيادة أمريكا ، وكلفت خزائن الغرب أكثر من 300 مليار دولار و بنتيجة على الطاولة الرملية وصلت للصفر .

رئيس قوي في بيلاروسيا مثل لوكاشينكو ، و أقوى في روسيا مثل بوتين ضمانة حقيقية لأمن الشرق و العالم ، و تعاون بيلاروسي و روسي على كافة المستويات الاقتصادية ، و السياسية ، و اللوجستية أيضا أنقذت لوكاشينكا من محاولة انقلاب فاشلة عام 2021 نفذتها أيدي غربية . وتمتاز بيلا روسيا بقوة اقتصادها الذي يحتل المرتبة 72% عالميا ويعتمد اشتراكية السوق ، وبناتج محلي وصل إلى 192 مليار دولار ، وزاد عن ذلك ، وقاعدة صناعية و زراعية و طنية عريضة وسط البنية التحتية ،و اعتماد على النفط و الغاز الروسي بشكل أساسي ، و تقدم في التنمية البشرية ، و نظام صحي متطور و متميز ، واستباب الأمن فيها ، و بنظافتها . و بأنفتاحها على الدول الراغبة بعلاقات دبلوماسية كاملة معها .

فوز لوكاشينكو المتكرر الذي أدهش الغرب ، أثار انتباه قناة " سبوتنيك " الروسية في بيروت ، ووجهت لي مساء الأثنين 27 / كانون الثاني / 2025 ، سؤالا حول شكوك الغرب بنتيجة الانتخابات الرئاسية البيلاروسية ، و أجبتهم بأنها شأن بيلا روسي محض ، و بأن الغرب تعامل مع النتيجة من زاوية الحرب الباردة و سباق التسلح مع المعسكر الشرقي بقيادة روسيا الاتحادية رغم وجود مراقبين دوليين. وحول إذا ما كان ممكنا انعقاد لقاء بين الرئيس الأمريكي ترامب و الرئيس الروسي بوتين في الوقت القريب القادم ، أجبتها ، بأنني لا أتوقع ذلك حاليا بسبب انشغال ترامب بشؤون اقتصاد أمريكا و الاستثمار الخارجي لدرجة عدم تمكنه بالتفكير بجدية بمعالجة قضية غزة و نكبتها ، و قضية الشعب الفلسطيني المناضل ، فتسرع بتبني الرواية الإسرائيلية دون تكليف نفسه من أن يوسع حلقة استشاراته أو الاستماع لزعماء العرب ، فطالب الجوار العربي ( مصر و الأردن ) قبول التهجير الطوعي للفلسطينيين بسبب كارثة البنية التحتية في غزة ، بينما كان و لازال قادرا على أن تعيد بلاده أمريكا العظمى بناء غزة التي حولتها إسرائيل النازية إلى ركام فوق جثث شهداء الانقاض ، و أمريكا هي من ماطلت السلام في غزة و تسببت في مزيد من قتل الأبرياء من أهلنا في فلسطين. ومن يستحق التهجير هم اليهود الرحل القادمون إلى فلسطين ولم يولدوا فيها . و بأن أمريكا و روسيا تحركان الوساطة الصينية و الهندية و البرازيلية لتقريب وجهات النظر بينهما ، بينما المطلوب انعقاد جلسات مشتركة تمهيدية على مستوى الخارجية في كل بلد منهما .

وحول امكانية الاستفادة من توجه ترامب الاقتصادي حسب سؤال لقناة سبوتنيك لي ، أجبت بأن تفكيره سلبي ، فقد يلجأ لتخفيض سعر النفط ليضغط على روسيا لكي تتجه لحوار " كييف " بشروطها . و تصريح سابق و جديد للرئيس بوتين مفاده ، لولم تسرق نتيجة ترامب الرئاسية الأولى عام 2020 لما بدأت الحرب الأوكرانية أصلا ، و بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المنتهية ولايته لا يملك أحقية توقيع وثائق السلام ، بينما يملك رئيس البرلمان ذلك بالعودة للدستور الأوكراني .

والمطلوب هنا من دول العالم المراقبة للوضع القائم في بيلاروسيا و انتخاباتها الرئاسية التي حظيت بتأييد عدد كبير من زعماء العالم و في مقدمتهم رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ، ترك بيلاروسيا و شأنها ، لكي تدير مسارها الوطني و القومي وكما تريد ، و ليس أدرى بالشأن البيلاروسي من بيلاروسيا نفسها ، و من رئيسها المنتخب عدة مرات متتالية مثل لوكاشينكا ، المعروف بوطنيته ، و اخلاصه لبلده بيلاروسيا ،و هو العامل على خدمتها و جاهز للدفاع عنها دوما .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :