ترمب: الضفة وغزة والتهجير
د. محمد المصالحة
29-01-2025 12:06 AM
طالب ترامب في تصريحات علنية غير مقبولة بترحيل الفلسطينيين في غزة إلى مصر والأردن.
وهو أسلوب مستهجن في العلاقات الدولية، لاسيما إذا كان الطلب يتعلق بموضوع خلافي بين الدول وانه مرفوض اردنيًا وفلسطينيًا.
وقد كان رد جلالة الملك سريعا وحاسما برفض طلب الرئيس الامريكي.
اجل في العلاقات الدولية هنالك مبدأ يقول أن الدول يمكن أن توظف مساعداتها الاقتصادية او العسكرية في تنفيذ ما يخدم سياساتها وفي الحالة الامريكية فإن واشنطن ترغب في دعم مواقف حكومة تل أبيب بعد ما أصابها من خذلان في حربها الظالمة على غزة لمدة ١٦ شهرا، حتى وان كان طلبها هذا يمس بسيادة ومصالح كل من الأردن ومصر وغزة
ومن الملاحظ ان الادارة الجديدة في واشنطن قامت بتعليق مسا عداتها للأردن لمدة ٩٠ يوما كنوع من الضغط ،المسبق للقبول بالطلب الترامبي، وهو بادرة غير موفقة ولا مقبولة في التعامل الدولي بين الاردن والولايات المتحدة اللتين تربطهما شراكة استراتيجية كما يقولون.
هذا،وقد عكست العودة المتدفقة لسيل الغزيين العائدين إلى الشمال من الجنوب، في اليومين الماضيين، وكأنهم يتمسكون بإقامتهم في منطقة شمال غزة على البقاء في الجنوب رغم أن الشمال ليس احسن حالا في توفر الخدمات من مساكن ومياه وكهرباء ودواء، وهذا يترجم عاطفة جياشه لدى الغزيين في حب أماكن سكنهم في الوطن.
ونحن هنا علينا أن نسند موقف الدولة ممثلة بجلالة الملك والحكومة في موقفنا الرافض للطرح الأمريكي بخصوص مخطط التهجير الذي تستبطنه وترفعه الايدولوجية الصهيونية منذ بدء العمل اليهودي والغربي على إقامة ما أسماه المقبور الاسكوتلاندي أرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا عام ١٩١٦بوطن قومي لليهود في فلسطين.
والمطلوب ان يتصدى البرلمان للمخطط بإصدار تشريع يرفض التهجير من دول الجوار وخارجها إلى الأراضي الاردنية لم لا؟ ألم يصدر الكنيست قانونا قبل أشهر ببسط السيادة الإسرائلية على الضفة الغربية لافشال فكرة الدولة الفلسطينية، وهذا بطبيعة الحال يقود إلى البدء بالضغط على أهل الضفة الغربية للهجرة، كما فعلت في غزة وذلك عبر تدمير الابنية والمساكن وتجريف الطرق والاحياء لجعل الإقامة في المخيمات والقري صعبة وغير ممكنة، وهذا تتوافق ايضا علي تنفيذه إدارة ترمب مع تل أبيب لتسهيل عملية التهجير الاجرامية.
ونؤكد ان أهلنا في الضفة الغربية لا يقلون إرادة عن أهل غزة في الثبات والمقاومة لهذا المخطط الفاشي.