الأردن في خطر .. وتقوية الجبهة مع السعودية ومصر
قاسم العواقلة
28-01-2025 09:38 PM
يتعرض الأردن في الاعلام الإسرائيلي الى حملة شرسة من الوعيد والتهديد وحل القضية الفلسطينية على حسابه، والاعلام الاسرائيلي اداه مهمة من أدوات الحرب والسياسة الأسرائيلية يعتمد عليها الطرفان في تمرير ما يخدم مشاريعهما. ولا يوجد تفسير للهجمة الاعلامية التي يشنها الاعلام الإسرائيلي على الأردن في هذه المرحلة وعلى جلالة الملك تحديدا سوى محاولات فرض الحلول للقضية الفلسطينية على حساب الأردن بتهجر الفلسطينيين من الضفة لأقامة الوطن البديل. ويتناول الأعلام العبري ومنذ فترة مسألتين بغاية الخطورة : فالأولى تكشف عن حقيقة البعد الديني المتطرف في النظرة الإسرائيلية لحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وليس الفلسطيني الإسرائيلي. يقوم الاعلام الإسرائيلي ببث فكرا متطرفا بالتعبئة الذهنية للمواطن الإسرائيلي بنظرة العرب لليهود من خلال الأستشهاد بالأيات القرأنية التي وردت بحق اليهود وهذا يفسر بشاعة وقسوة الحرب على غزة وما يجري الان في الضفة.
اما الخطر الثاني: فيتم التداول الان لتاريخ ملوك الأردن وان جلالة الملك سيكون اخر ملوك الأردن، وأن انهيار الأردن سيكون بالتزامن مع قيام الوطن البديل، وتزايد هذا الفكر مع تسلسل الأحداث منذ بدء حرب غزه وما تلتها من سلوكيات أسرائيلية عسكرية وسياسية في المنطقة. وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي الاخيرة حول تهجير سكان غزه الى الأردن ومصر لتدعم المشروع الاسرائيلي بتنفيذ مشروع الوطن البديل . وما يحدث في جنين وقيام إسرائيل بتوسيع المعركة شيئا فشيئا في الضفة هي الحلقة الأخرى من تنفيذ هذا المشروع وهذا ما تحدثنا عنه في مقالات سابقه منذ اكثر من شهر. لقد ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل لوقف حرب غزة ولكن وعلى ما يبدو اطلقت يدها في الضفة الغربية.
ليس من المفيد ان يستمر الاعلام العربي بنقل اخبار الهزائم الاسرائلية في غزه عن الأعلام الاسرائيلي، ومن المفارقات بان اعلامنا العربي بشكل عام يقوم بتكذيب اخبارا اسرائيلية في جوانب ويصدقها في جوانب أخرى. وينقل عن مسؤولين اسرائيليين امنيين وعسكريين سابقين بان إسرائيل انهزمت في غزة ويستشهد الكثيرون بهذه التصريحات ويتناسون بأنهم شاركوا بحروب سابقه وانهم من خطط ورسم مستقبل إسرائيل. وتغنى الكثيرون بما بثه الاعلام من ظهور سلاح المقاومة في غزة من جديد وانها ما زالت تحتفظ بقوتها، وقد انطلت عليهم الخدعة وجاء جواب الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين من غزة الى الأردن ومصر لان ظهور السلاح بهذا الشكل استخدمته إسرائيل امام العالم بانها ما زالت تحت "تهديد الإرهاب الفلسطيني" ويجب التخلص منه، والكارثة اين كان هذا السلاح في الوقت الذي كانت فيه غزة تحت القصف ؟
تصريحات سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا الاخيرة حول رفض السعودية لعملية التطبيع الا بعد قيام الدولة الفلسطينية والتي جاءت بعد تصريحات الرئيس الأمريكي تترجم مدى ادراك المملكة للأخطار التي تهدد المنطقة وفهم عميق للذهنية السياسية الإسرائيلية المستندة على تحقيق مصالحها واستراتيجياتها الثابتة بالسيطرة على المنطقة ر وبدعم من الولايات المتحدة وعدم مراعاة مصالح دول المنطقة الأخرى .وهذا ما تسعى له إسرائيل بالاستفراد بعمليات تطبيع منفردة مع الدول العربية لتفكيك الموقف العربي وسلخ القضية الفلسطينية عن عمقها العربي.
الموقف السعودي يقوي الموقفين الأردني والمصري في رفض عملية التهجير وهنا تبرز الحاجه الى ترجمة هذه المواقف بإيجاد جبهة موحدة دائمة التنسيق ومضادة للطموحات الإسرائيلية والمواقف الامريكية الداعمة لها وان لا تبقى الامة العربية رهينة للسياسات الامريكية الداعمة لإسرائيل على حساب أوطانها. ومن جانب اخر ان تتغير لغة الخطاب مع الإدارة الامريكية من قبل المواقف العربية الموحدة وتحت عناوين التأثيرعلى المصالح الامريكية في المنطقة اذا ما استمرت بتبني الراوية الإسرائيلية حول الصراع ، والاستمرار بدفع القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة بانها الأولوية للامة العربية وابرزها القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات .ويمتلك العرب مقومات عديده للحد من تهور سياسات الرئيس الأمريكي تجاه المنطقة ابرزها:
النفط والخوف من توسع بؤر الإرهاب والموقع الجغرافي والانفتاح اكثر على الصين.
قوة الجبهة الأردنية الداخلية مهمة في هذه المرحلة وضرورة التوافق ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ودعم مواقف جلالة الملك والحفاظ على هدوء الساحة إضافة الى الموقف الشعبي الرافض لكافة المؤامرات التي تحاك ضد الامه.