بليغاً كان "ابو ندهتين" اياد علاوي في دعوته لتغيير "النظام العراقي" الحالي. ترى أيقصد الاحتلال و"دولته" التي يستأسد فيها اعوانه؟! هل يعقل ان علاوي لا يعرف ان الاحتلال يعني الطائفية والمذهبية والنفخ في كل ما يفجر العراق وفسيفساءه؟!
يبثنا علاوي في نقضه ما يسميه الحكم القائم وصفة لشفاء الجسد العراقي من سقمه الذي كان "السيد رئيس الوزراء" شريكا وما يزال في تعميقه. وصفته تقدمه مُنقلِباً على شركائه في "معارضة المنفى"، الذين ابتلعهم بإبطال وطنيتهم بوصفهم طائفيين وحين اراد ان يتقيأهم لم يستطع. علاوي يتذاكى او هكذا يهيأ له ليقدم اطروحته الانقاذية تحت عباءة المحتل. هو يسابق شركاءه السابقين الى حضن واشنطن وعسكرها الذين يعيثون في العراق.
مقتل الاطروحة العلاوية يكمن في مواءمتها بين الاحتلال وديماغوجيا الشعاراتية في قيام الدولة الوطنية اللاطائفية، هذه التي هدمها الاحتلال بايدي "ديمقراطيي" بغداد الجدد.
يحرد علاوي فيقاطع محازبوه اجتماعات "حكومة" المالكي التي يقول انها "لا تملك الوسائل الكفيلة بوقف انتشار الفوضى"، فنستعيد ذاكرة "حكومته" وما أتت في مباركة ذبح الفلوجة مرتين بالخنجر الاميركي. وعلاوي المتباكي على ان "الوضع برمته قائم على الطائفية ومنع المصالحة"، يتجاهل رفض الشعب العراقي للاحتلال والمقاومة الوطنية التي لن تقوم للعراق قائمة في غيبتها.
يتأثث الأثر التراثي العراقي منذ قرون باقوال صفع بها العراقيون موجات اللصوص الذين نهبوا عاصمتهم عبر تاريخها، ومنها: بغداد مبنيّة بتمر. فلشّ وُكلّ خستاوي.
هو قول يختزل حال بغداد التي يرى غناها الوجدان العراقي مدينة شيدت من "الخستاوي" أجود انواع البلح وليس من الآجر او الحجر. فاللص النهاب لا يحتاج الا الى معول هدم ليشبع نهمه وجشعه، وهو ما شهدته بغداد على يد المغول الذين اتخذوا نصير الدين الطوسي دليلا بعدما اقنع هولاكو في التقدم صوب بغداد التي حذره المنجمون من مغبة دخولها.
يرتدى "سادة" بغداد الجدد براقع العفة فيما صحائفهم اللصوصية تثير الغثيان، لصوص يسرقون ضحيتهم ويمزقونها اشلاء ثم يشيعونها وهم يلطمون الخدود.
قيل ان "الغرض مرض"، لكن أشد اشكاله فتكاً ما يصيب الواهمين في اشغال المساحة الرمادية. هؤلاء الوالغون في الخطيئة حتى أخمصهم.
muleih@hotmail.com