عن الصحف المباعة و(المبيوعة)
احمد ابوخليل
15-06-2011 04:00 AM
فيما يلي كلام على هامش ما جرى من كلام...
البيع عموماً عملية تجارية معروفة تتضمن في النهاية نقل ملكية الشيء المباع من طرف إلى آخر, ولكن في حالة الصحف فإن مثل هذه العملية لا تعني بالضرورة أن الصحيفة المباعة أصبحت "مبيوعة", فهناك صحف "تباع وتشترى" على الدوام مع ثبات مالكها الأصلي, وفي بعض الحالات قد لا تكون الصحيفة "مبيوعة" ولكن صحفياً من صحفييها أو صفحة من صفحاتها تكون كذلك. والأثمان مختلفة من حالة لأخرى وبعض الأشخاص أو بعض الصفحات قد تباع لأكثر من مشتري في الوقت نفسه.
في الأيام الماضية كان الزملاء يقولون إن ما يتم بيعه هو بصورة أساسية "اللوغو والكادر" أي اسم الصحيفة (سيرتها) وموظفيها. وقد سألتهم عن إمكانية أن يعرف كل واحد منا قيمته الفعلية في السوق وهل يمكن قبضها "ناشف", وانخرطنا في مداعبات حول مَنْ منا سيكون "على البيعة" من دون سعر خاص, بينما أصر بعض الزملاء على أن البيع يتم "قلم قايم". حصل ذلك رغم أن الأجواء كانت متوترة وبعض الزملاء لم يكن مستعداً لأي شكل من أشكال المزاح.
أدهشنا حجم الاهتمام في البلد, فقد بدا أن المجتمع الأردني, أو على الأقل الجزء الحيوي منه, قد وضع يده على قلبه بانتظار تفاصيل الأخبار. ومن اللافت أن المتابعة كانت قلقة ومتشائمة, فهناك إحساس دائم أن الظواهر الايجابية في البلد ليست "بنت عيشة", وهذا مؤسف لأنه يعكس شعوراً بأن الارتداد إلى الخلف وارد دوماً.
أحل الله البيع, هذا صحيح, ولكن ما يفرحنا أن الأردنيين أعلنوا عن قلقهم الرافض لأن يؤدي بيع الصحيفة لو تم إلى أن تصبح "مبيوعة", وهو صنف من القلق يستحق منا الشكر.
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)