facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل هكذا تكون المعارضة يا "أبو غنيمة"؟! ..


محمود الدباس - ابو الليث
24-01-2025 05:45 PM

في المقال الذي كتبه الدكتور أحمد زياد أبو غنيمة.. تحت عنوان "أيمن الصفدي ليس بحاجة لـ'فزّيعة'".. ظهرت ملامح لمفهوم المعارضة الواعية.. التي تستحق الوقوف عندها.. وتأمُل أبعادها.. فقد تناول الدكتور أبو غنيمة التصريحات المثيرة للجدل.. التي صدرت عن وزير الخارجية أيمن الصفدي.. بخصوص غزة ومستقبلها.. وتم اجتزاء جُملٍ منها.. أبعدتها عن السياق.. حيث أوضَح.. أن الوزير لم يتراجع عن تصريحاته.. أو يحاول الالتفاف عليها.. بل بادر إلى التوضيح بشجاعة.. مؤكداً موقف الأردن الراسخ.. تجاه المقاومة المشروعة.. ومشدداً على حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الغاشم.. وعند قبام الدولة الفلسطينية المستقلة.. ستنضوي كافة الفصائل المسلحة تحت إمرتها.. ولن يعود لها مبررٌ في الوجود.. لأنها نشأت بسبب الاحتلال الغاشم..

وهنا يبرز سؤال مهم.. هل من المعقول أن تُختزل المعارضة في النقد السلبي.. وإثارة الفتن واللغط؟!.. أم أن المعارضة الحقيقية.. يجب أن تقوم على أساس التصحيح والتقويم.. مع الاعتراف بمواطن الصواب.. والإشادة بها؟!..

المعارضة التي تنتمي إلى ضمير الأمة.. لا تُختزل في الشتائم.. ولا تتقن صناعة الفزاعات.. إنها تُبنى على قواعد من الإنصاف والرقي.. فالناقد الحقيقي.. سواء كان مسؤولاً سابقاً.. أو معارضاً حالياً.. هو من ينظر بعين الحق.. فيُثني على الصواب.. بقدر ما ينتقد الخطأ.. هذه هي المعارضة التي تنضج تحت مظلة الأدب والاحترام.. وتجسد رقي صاحبها.. بألفاظها ومعانيها..

ما فعله الدكتور أبو غنيمة في مقاله.. يتخطى كونه مجرد دفاع عن الوزير الصفدي.. بل هو تأصيل لمعنى المعارضة الحقيقية.. فقد أشار بوضوح.. إلى أن الأردن قيادة وحكومة وشعباً.. وقفوا بجانب فلسطين منذ اللحظة الأولى للعدوان الأخير.. كما هي عادتهم منذ بداية القضية الفلسطينية.. سواء عبر المحافل الدولية.. أو من خلال المساعدات الإنسانية.. وهذا ما يجب أن يعترف به المنصفون.. الذين لا يمنعهم اختلافهم مع سياسات معينة.. من الإقرار بالجهود المبذولة في مواضعها الصحيحة..

إن المعارضة السليمة.. لا تعني الوقوف على حافة التشهير والجدل العقيم.. بل هي رسالة سامية.. تهدف إلى تصويب المسار.. فالمسؤول الواثق.. لا يخشى توضيح اللبس.. والمعارض الحقيقي.. لا ينتقد لأجل الانتقاد.. وإنما يحمل في قلبه رغبة في الإصلاح.. وهذا ما أشار إليه الدكتور أبو غنيمة حين قال رداً على رسالة وجهتها له "كما لنا عين ناقدة بالحق.. لنا عين شاكرة بالحق كذلك.. وهذا أقل الواجب نقدمه لوطننا الغالي"..

إذاً.. هل هكذا تكون المعارضة يا "أبو غنيمة"؟!.. الإجابة حتماً تتجسد في كلماته.. التي أثبتت أن الإنصاف هو جوهر المعارضة الحقة.. وأن أسمى مراتبها.. هي تلك التي تحمل الخير للوطن.. لا الغبار للعقول والقلوب..

شكراً أخي الدكتور "أبو الليث" على هذا الدرس العملي.. لمفهوم المعارضة الحقيقية.. والسليمة.. والمنصفة.. لعل من يعتقدون انهم معرضون بالسب.. والشتم.. وعلو الصوت.. وكيل الاتهامات الباطلة.. ونقل المغلوط من المعلومات.. يتعلمون..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :