في العام 1955 كشفت مصر عن شبكة تجسس اسرائيلية، وكانت المهمة الموكولة حينها لاعضاء هذه الشبكة من ضباط اسرائيليين يحملون جنسيات اوروبية هي زرع متفجرات في المركز الثقافي الامريكي في القاهرة، وتدميره على رؤوس كل من فيه من امريكيين واجانب ومصريين، ومن حسن الحظ انه تم اكتشاف الشبكة قبل ساعات من تنفيذ العملية وتم القاء القبض عليهم وهم متلبسون بالجرم المشهود حيث اعترفوا بالمهمة الموكولة لهم وشرحوا تفاصيلها، وقد ثبت في التحقيقات ان وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك اسحق لافون هو الذي خطط لهذه العملية واشرف على خطوات تنفيذها، ولذلك سميت هذه العملية يومها بفضيحة لافون نسبة الى اسحق لافون وزير الدفاع الاسرائيلي الذي اقيل بعد انكشاف هذه الفضيحة، ولما كانت الولايات المتحدة الامريكية حينها في عهد الرئيس ايزنهاور تمتلك شيئا من الكرامة الوطنية فان هذه الفضيحة تسببت في انهاء حياة لافون السياسية رغم انه كان من اقوى رجال اسرائيل في تلك المرحلة وكان يعد نفسه لخلافة بن غوريون آنذاك.
تذكرت هذه القصة وانا اتابع الكشف قبل يومين عن دور الضابط الاسرائيلي في احداث الفتنة الاخيرة في مصر وما قام به من ادوار تحريضية وقحة وصرف اموال تحت ذريعة انه مراسل للعديد من الصحف والفضائيات ووكالات الانباء حيث بدأ باغراء الشباب بتوفير فرص عمل مميزة لهم ليتحولوا الى مراسلين صحفيين واعلاميين لهذه المؤسسات الاعلامية والصحفية العالمية.
الضابط الاسرائيلي التابع للموساد "ايلان تشايم جرابيل" اعترف امام محكمة امن الدولة المصرية امس الاول انه كان يقوم بمحاولات لتجنيد بعض الشباب واستغلال الظروف والفراغ الامني في رصد اهداف وجمع معلومات عن الاوضاع داخل مصر وارسالها الى الموساد، وقد تركز نشاطه في منطقة امبابه في اثناء احداث كنيسة مارمينا.. واكد بشكل خاص ان مهمته كانت تتركز على تحريض المتظاهرين ضد الجيش حتى بعد سقوط النظام وقال ان هدفه كان نشر الفوضى، وانكشاف الوضع المصري مما يسهل نقل معلومات للموساد.
وقد تابعت عدة مقابلات وندوات لمسؤولين مصريين حول هذه الواقعة واهم ما تحدث به مسؤول امني مصري رفيع هو ان هذا الضابط الذي كان مقاتلا في حرب 2006 في حرب اسرائيل ضد لبنان هو ضابط متخصص بالشؤون العربية، واشار المسؤول الامني المصري الى ان الايام القادمة ستكشف عن ما هو اخطر واهم، ولم يحدد ما اذا كان سيتم الكشف عن جواسيس جدد للموساد لكنه قال انتظروا ما هو مفاجآت حقيقية.
والامر كما تلاحظون لا يحتاج الى تعليق فاسرائيل لم تتوقف عن محاربة حتى الدول التي وقعت اتفاقيات معها وتتجسس عليها، اما ما هو اهم فان كل ادعاءات الجنوح الى السلام هو خداع مفضوح لان اسرائيل الوحيدة التي تسمي جيشها جيش الدفاع وهو في الحقيقة جيش العدوان الذي لا يتوقف عن التسلح بأفتك واخطر انواع الاسلحة بما في ذلك امتلاك السلاح النووي عبر 200 قنبلة ذرية وغير ذلك في اطار تحول اسرائيل الى ثكنة فهنالك جيش تتبع له دولة وكل رموز الدولة هي من هذا الجيش.. الخ.
rakan1m@yahoo.com
(الدستور)