حين يقطر ناب الحية سماً .. يبقى الأردن ثابتاً
محمود الدباس - ابو الليث
16-01-2025 08:30 PM
في الوقت الذي اشتدت فيه النيران على غزة.. وغطى الدخان سماءها.. كان الأردن هو اليد الحانية.. التي امتدت تكسر الحصار.. وتحمل الجراح.. وتعيد الأمل إلى القلوب.. التي استوطنتها الآلام.. فلم يكن الدعم الأردني مجرد كلمات.. أو خطب رنانة.. بل كان فعلاً يُرى ويُحس.. من إنزالات جوية.. قامت بها طائراتنا الأردنية.. ونسورنا الشرفاء.. تحمل الدواء والغذاء.. وشارك بها رأس الهرم جلالة الملك وولي عهده.. وأمراء.. وأبناء الأردن الكرام.. غير آبهين بالمخاطر.. ليؤكدوا وقوف الأردن قلباً وقالباً مع غزة.. ولم يقف الأمر عند ذلك.. بل كانت مستشفياتنا الميدانية.. بطواقمها الماهرة.. شاهدة على ما قدمه الأردن لإنقاذ الأرواح.. وإعادة الحياة لمن ظن أن الموت أقرب..
لم يكن ما قدمه الأردن انتظاراً لوسام.. أو شكر من أحد.. بل كان ديدننا الدائم.. منذ أن حمل هذا الوطن أمانة العروبة.. ولكن أن يصل الأمر برأس من رؤوس الفتنة والانقسام.. كالحية الذي يقطر سمه في كل تصريح وخطاب.. إلى تجاهل الأردن.. ودوره الريادي.. فهذا ما لا يمكن السكوت عليه..
لقد تناسى الحية.. أو تعمد التناسي.. أن الأردن هو القلب النابض للعروبة.. وأنه رغم ما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية.. لم يتوانَ يوماً عن دعم فلسطين وأهلها.. لا بمؤتمرات تُعقد بلا أثر.. ولا بعبارات تُقال بلا فعل.. بل بالارواح والدماء على على ثرى فلسطين والقدس الطهور.. وبالعمل المخلص.. الذي يضع فلسطين دائماً على سلم أولوياته.. لكن الحية وأمثاله ممن تغلبت عليهم الحزبية الضيقة.. وحب الظهور.. على حساب المصلحة العامة.. اختاروا أن يكونوا أدوات للفرقة.. وسهاماً توجه إلى صدور من وقف معهم.. يوم تخلى الجميع..
أيها الحية.. نحن في الأردن.. لا ننتظر منك كلمة شكر.. ولا شهادة مزيفة.. تصدر من بين أنيابك المسمومة.. لأن أفعالنا أكبر من أن يقيمها حاقد مثلك.. نحن نفعل ما نفعل.. إيماناً بأن فلسطين هي قضية الأمة.. وأن الدم الذي يربطنا بها.. أقوى من أي خطاب أو تصريح..
ولكن إن كنت تظن أن تجاهلك.. سيقلل من قدر الأردن أو مكانته التي تعانق السحب.. فأنت واهم.. فالأردن سيبقى شوكة في حلق من يريدون بيع القضية.. ودعماً وسنداً لمن يحملون همّها بصدق وإخلاص.. أما أمثالك.. فسيُلفظهم التاريخ.. كما يُلفظ كل دخيل زائف.. لا مكان له بين الشرفاء..
ختاماً.. نقولها بوضوح لا يقبل التأويل.. الأردن أكبر من أن ينتظر الشكر من أمثال الحية.. لأن ما يقوم به.. ليس لأجل مكافأة أو مدح.. بل لأجل فلسطين العروبة.. فلسطين الحق.. وستبقى غزة في وجدان الأردنيين.. مهما حاول البعض بث الفتنة.. أو تغييب الحقائق.
وسيبقى الأردن أكبر من شكر الحية وأمثاله..