انتصر الأردن وأُحبطت مخططاتهم
علاء القرالة
16-01-2025 12:52 AM
لا انتصار اليوم يعادل الانتصار الذي حققه الأردن بمقاومة مخططات اليمين الصهيوني المتطرف الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينين اليها، فكانت الحكمة والدبلوماسية سلاحنا في الصمود أمام تلك المخططات طيلة الشهور الطويلة الماضية، فكيف انتصرنا؟
وصلت الوقاحة الإسرائيلية إلى مراحل متقدمة عندما أُعلن عن مخططات التهجير للأشقاء في غزة والضفة الغربية تجاه الأردن ومصر بشكل واضح وصريح وعبر تصريحات لوزراء حكومة اليمين المتطرف في أكثر من مناسبة، ترافقها حملات استفزاز ممنهجة للأردن و مصر وضغوط كبيرة بهدف زعزعة استقرارهما وإثارة القلاقل الداخلية فيهما عبر وسائل كثيرة استُخدمت فيها كل وسائل الخسة.
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة التقط الأردنُّ بقيادته الحكيمة والمستشرفة رسائل سلبية من هذا الاحتلال واستشعر نواياه الخبيثة، فبدأ تحركا دبلوماسيا وإنسانيا لإحباط مخططاته وإفشالها، وقطع الطريق على هذا العدو المتغطرس وتكذّيب روايته ومبرراته التي أوهم العالم بها من خلال وسائل الإعلام الصهيونية التي أظهرت الاحتلال بدور «الحمل الوديع».
الملك عبدالله الثاني لم يهدأ منذ اندلاع العدوان، وجاب العالم وقاراته الخمس محذرا من امتداد العدوان الإسرائيلي إلى أرجاء المنطقة جراء الإجراءات التوسعية غير العادلة، فقام جلالته بما يزيد عن 600 نشاط
داخلي وخارجي لأجل غزة والقضية والفلسطينية، منها 33 زيارة عمل لدول عربية وغربية و170 لقاء مع رؤساء دول وزعماء وسياسيين عدا الاتصالات والبرقيات والمقابلات الإعلامية.
ولأن صمود الأهل في غزة يتطلب إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، لم يتهاون الملك في كسر حصار القطاع برا وجوا وتحدى الصمت العالمي تجاه ما يحدث، فأرسل الأردن -بتوجيهات ملكية- المساعدات لإغاثة الأشقاء عبر البر مسيّراً قوافل تكونت من آلاف الشاحنات حُمّلت بعشرات الآلاف من أطنان المساعدات الغذائية والطبية، إلى جانب مئات الإنزالات الجوية المحملة بما يساعد الغزيين على الصمود في وجه آلة الحرب الإنسانية، كما أرسل الأردن مستشفيات ميدانية تعمل ليل نهار لتضميد جرائح أهلنا هناك.
خلاصة القول، التنسيق الأردني مع مصر على جميع المستويات، مكّن البلدين بحكمة قيادتيهما من امتصاص ضغوط الاحتلال وإفشال مخططات اليمين المتطرف، ومثلما انتصرت غزة بصمود شعبها وصبرهم على الشدائد، فقد انتصر كل من الأردن ومصر على مخططات التهجير وتصفية القصية الفلسطينية وتهويد القدس، فخرج العدو خاسرا لكل الرهانات التي بنى غطرسته عليها.