في عمّان فقط لم يساوم احد على غزة ..
16-01-2025 12:45 AM
عمون - في لحظة فُقد فيها الأمل بقطاع غزة وأصبح الموت محتما، فمن كان لا يستشهد بالقصف، يموت جوعا على صوت عويل طائرات الاحتلال، او جراء انعدام الدواء.. جاء الفرج على يد الأردنيين.
تلك اللحظة كانت الأصعب في ذهن القائد الفذ الذي لم يرتض للأمة الهوان..
وبلحظة تأمل من نافذة طائرة عسكرية خلال العودة من رحلة لشحذ همم العالم النائم لوقف ما يحدث، جاء الالهام للملك، فكسر الحصار عن غزة.. وأعلن الفرج، فضجت سماء غزة بالطائرات الأردنية محملة بالمواد الاغاثية، واسقطت الصناديق بمظليات الجيش العربي.. فكانت بهجة للشعب الغزي.
ليس ما اسقط هو المهم، رغم أهمية الغذاء والدواء.. بل إن كسر الحصار الذي فرضه العالم اجمع على اهل غزة بدعمه للاحتلال، كان هو الهدف، ولم يفعلها سوى الأردن.. فالأردن هو الذي كسر الحصار عن غزة..
عسكريا كسر الطوق من الجهة الاضعف يعني الحاق الهزيمة بالعدو، وهذا ما فعله الأردن محققا الخرق الأول، ليجبر العالم على اللحاق به وايجاد السبل لادخال المساعدات إلى القطاع المعدم، حتى صار الأردن معقلا لطائرات الانزالات الجوية..
إحراج العالم الذي كان يتذرع بعدم إمكانية ايصال المساعدات، صنع فارقا في حياة الغزيين الذين يتلقون قذائف الاحتلال واحدة تلو الاخرى، فكان بداية النصر أردنيا..
نحو 500 ليلة، لم يهدأ فيها الأردن، فكما كان يعيش الغزيون ألم الفقد كان الأردنيون يخشونه على ابنائهم المساندين هناك.. كوادر للجيش العربي في المستشفيات الميدانية، وضعوا أرواحهم على اكفهم، واخرون فوق السماء.. ومدنيون يتطوعون في البعثات الطبية، وعلى شاحنات إيصال المساعدات، واخوتهم يجمعونها في عمّان ويحضرونها للإرسال..
عمّان كانت خلية نحل لا تكل ولا تمل من العمل من أجل غزة.. ملك لا يترك فرصة لتعرية العالم بصمته على جرائم الاحتلال ودعما لردعه ووقف عملياته، وملكة تخاطب عقل العالم، ووزير خارجية يحمل صور المجازر إلى العواصم جمة، وسياسة تصنع المواقف الداعمة للفلسطينيين في معركة سياسية كانت سلاح ردع لصالح الفلسطينيين، وشعب يقف صفا واحدا خلف القائد لنصرة القطاع..
في عمّان فقط، لم يساوم أحد على غزة.. لم يعش الأردنيون فرحة أعيادهم، وتوقفت حفلات اعراسهم، وقاطع اطفالهم قبل كبارهم منتجات تدعم سياسات الاحتلال.. وتغير شكل الحياة هنا، لا حديث لأحد سوى شهداء المقاومة..
اليوم.. يحق للأردنيين أن يعيشوا شعور الغزيين بما حققوه في اتفاق وقف إطلاق النار، فابناء الجيش العربي وكوادر الجيش الأبيض من حملة العلم الأردني كانوا شركاء الويلات، ولهم ولذويهم الحق بمشاركة نشوة النصر..