عمون - قالت نقابة المهندسين إن غزة سطرت نصراً يختلف عمّا تترجمه قواميس اللغات حول العالم، نصرا للصمود والتضحية.

واضافت في بيان لها أن غزة حفرت نصراً في سطور التاريخ بأن الاحتلال لا يمكن أن يكون أمراً يعتاد عليه الأحرار.

وتاليًا نص البيان

"إن ينصركم الله فلا غالب لكم"

ببالغ الفخر والاعتزاز، نبارك لأهلنا في قطاع غزة الصامد ومقاومته الباسلة هذا النصر الذي جاء بعد أكثر من 470 يوماً من العدوان الهمجي الذي شنّته آلة الحرب الصهيونية الغاشمة على القطاع الحبيب، مستهدفة البشر والشجر والحجر، في محاولة يائسة لكسر إرادة هذا الشعب الأبي الذي أثبت مرة تلو الأخرى أن العزة والكرامة لا تُشترى ولا تُساوم.

وإننا إذ نؤكد في نقابة المهندسين الأردنيين على أن غزة العزة، حفرت نصراً في سطور التاريخ بأن أعادت صفحاته إلى حقيقتها، أن الاحتلال لا يمكن أن يكون أمراً يعتاد عليه الأحرار، بل وضعت بالدم والنار كلمات صريحة تعيد قضية الاحتلال الأقدم والأطول في العصر الحديث إلى الطاولة، وتفضح مثل وقيم وازدواجية القوى الاستعمارية والامبريالية وإن تنوعت أشكالها، التي ترجح لغة القوة على العدل ومنطق الغاب على الإنسانية التي طالما ادعتها.

سطرت غزة اليوم نصراً يختلف عمّا تترجمه قواميس اللغات حول العالم، نصر للصمود والتضحية التي قدمتها الأم الغزية بديلاً عن عالم بأسره، يرى الظلم والعدوان والاستبداد ويبحث عن تبرير له.

وإننا في هذه المناسبة نوجّه تحية إجلال وإكبار لمواقف الأردن الراسخة الثابتة، قيادة وشعباً، في الوقوف إلى جانب أهل غزة، فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، كان في طليعة الداعمين للقطاع، وفضح نوايا الاحتلال وتقديم الرواية الفلسطينية المظلومة في كل المحافل الدولية، وتسمية الأمور بمسمياتها، فكان أول المتحدثين عن الإبادة الجماعية والتهجير القسري، والحرمان من مقومات الحياة وإخلال القانون الدولي ، وانتهاك الإنسانية، بأعلى صوت في وجه عالم أصم أو مدع للصمم، إذ أرسل جلالته أولى قوافل المساعدات الإنسانية عبر الجسور الجوية والبرية إلى القطاع، ولم تتوقف قوافل الخير والإغاثة منذ ذلك اليوم، في تأكيد واضح على التزام الأردن بمسؤوليته القومية تجاه أشقائه الفلسطينيين.

لقد تابعنا في نقابة المهندسين الأردنيين منذ اليوم الأول للعدوان الأوضاع المأساوية في القطاع، وسارعت النقابة إلى إطلاق حملات المساعدة والإغاثة لدعم صمود أهلنا في غزة، بالتنسيق مع الجهات المختصة والجمعيات الخيرية. وها نحن اليوم، إذ نستقبل خبر وقف إطلاق النار، نؤكد أننا في نقابة المهندسين، مستمرون في دعمنا اللامحدود لأهل غزة، سواء من خلال حملات التبرع أو مشاريع إعادة الإعمار التي كان للنقابة دور فاعل في تنفيذها على مدار السنوات الماضية.

إن نقابة المهندسين الأردنيين، ومنذ تأسيسها، كانت ولا تزال نصيراً للقضية الفلسطينية، فغزة ليست مجرد مدينة فلسطينية، بل هي رمز الصمود والتحدي في وجه أعتى أنواع الاحتلال. وخلال الحرب الأخيرة، قدّمت النقابة، بالتعاون مع أهل الخير في الأردن، تبرعات تجاوزت قيمتها خمسة ملايين دولار خُصصت لدعم مشاريع إعادة الإعمار وتوفير المساعدات العاجلة في قطاعات المياه والكهرباء والإيواء والغذاء. وقد شملت جهود النقابة؛ تأمين وحدات تحلية مياه متنقلة لتوفير مياه الشرب النظيفة، وتمويل مشاريع الطاقة البديلة لضمان استمرار عمل المستشفيات، وترميم المنازل المتضررة وتوفير الخيام والملاجئ المؤقتة للنازحين، ودعم القطاع الصحي بتزويد المستشفيات بالأجهزة والمعدات اللازمة.

ونؤكد في هذا السياق، أن نقابة المهندسين الأردنيين لن تتوقف عن أداء دورها الوطني والإنساني في مساندة أهلنا في غزة، وستواصل، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تنفيذ مشاريع جديدة تهدف إلى تحسين الحياة اليومية للسكان ودعم إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية.

ختاماً، نبارك لأهلنا في غزة هذا الصمود الأسطوري الذي يضرب للعالم أروع الأمثلة في الثبات والإرادة، ونجدّد عهدنا بأن تظل نقابة المهندسين الأردنيين في طليعة الداعمين لقضيتهم العادلة، فمعركتنا ليست فقط معركة سلاح، بل هي معركة بناء وصمود وتضامن إنساني.

حمى الله الأردن، وحمى فلسطين، ونصر أهلها على أعدائهم، ورفع عنهم الحصار والظلم.