من الواضح أن المجتمع اليوم يواجه تحديات جديدة في ظل التطور التكنولوجي الرقمي. فالعالم اليوم يعتمد بشكل كبير على الصور والمحتوى الرقمي،الذي يمكن أن يؤثر على الرأي العام في المجتمع، ويكمن التحدي الحقيقي بالقدرة على التمييز بين الحقيقي والمزيف في العالم الرقمي.
يتطلب الأمر تأهيل وتطوير متكامل ونشر ثقافة المجتمع الرقمي، وفهم عميق لتأثير الصور أو الفيديوهات التي تنشر عبر الشبكات الاجتماعية.
ان تعليم الجيل الجديد لكيفية استخدام التكنولوجيا بطريقة صحيحة ، أمر ضروري لتعزيز الرقمية ونشر المحتوى الهادف في المجتمع، ويتضمن ذلك فهم تأثير الرقمية ، وكيفية عملها ومخاطرها المحتملة. وكل ما يتعلق بمجال الخوارزميات والخصوصية والأمان، فضلاً عن نشر الوعي بشأن النواحي الإيجابية والسلبية للتفاعلات الرقمية.
ان العمل على نشر الثقافة الرقمية ، يتضمن زيادة الوعي بأهمية التمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة، والتعرف على التحديثات، والمعلومات المضللة، التي قد تؤدي إلى مسارات غير محمودة العواقب .
من اجل تطوير الرقمية لابد من تعزيز الاستخدام الصحيح، ونشر الوعي العام بقواعد احترام الخصوصية والحدود، عبر الإنترنت، ومناقشة الآثار الأخلاقية لمشاركة المعلومات الشخصية ومخاطر الإفراط في المشاركة وما قد يترتب عليه من انتهاك حقوق ومخاطر وابتزاز .
أن زيادة الوعي بأهمية السلوك المسؤول على الانترنت، ونشر التوعية حول عواقب التنمر الإلكتروني، والتصيد، وغير ذلك من السلوكيات الضارة، وتشجيع المستخدمين على التفكير قبل النشر، مع فهم الكلمات والأفعال عبر الإنترنت وما يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة في العالم الحقيقي.
وفي الجانب الآخر، تستخدم التكنولوجيا لأغراض إيجابية مثل التعاون في المشاريع، أو صناعة الفن الهادف، أو تعلم مهارات جديدة، أو المشاركة في أنشطة تنمية المجتمع. فالرقمية أداة قوية للعمل الجماعي، والعمل الخيري، والتغيير الاجتماعي.
هناك العديد من المنظمات التي تستخدم التطبيقات الرقمية لإحداث تأثير إيجابي، سواء من خلال الدعوة للمبادرات البيئية، أو التعليم، أو العمل التطوعي وغيرها من المجالات الاجتماعية.
في الأردن بات من الضروري دمج التعليم، بالتكنولوجيا الرقمية، في كل المراحل الدراسية لاكساب المتعلمين مزيدا من المهارات في مجال حل المشكلات في العالم الحقيقي،اضافة الى تطوير مهارات الاستدامة البيئية والرعاية الصحية.
اضافة إلى تعزيز الوعي بالسياسات، والدراية باللوائح والقوانين التي تحكم السلوك عبر طرق الاتصال الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، وفهم الأطر القانونية والأخلاقية التي توجه أفعال الناس عبر الإنترنت.
أن الجمع بين التعليم الرقمي والمبادئ التوجيهية الأخلاقية، هو ما يضمن فهم الحقوق والقوانين الرقمية، وحماية البيانات وذلك شرط أساسي لتحقيق انتقال امن نحو العالم الرقمي.
لقد بات استخدام التكنولوجيا والرقمية متاحا بشكل كبير لتحقيق مكاسب، وأرباح مالية ضخمة ، كما هو اداة لخلق تغيير إيجابي ومؤثر في المجتمعات التي تملك القدرة والوعي بالتحول نحو الرقمية .
على ان يكون هناك الكثير من التوازن، والاستخدام الواعي للتطبيقات الرقمية ، والتركيز على استخدامها من اجل زيادة الإنتاجية والإبداع والتعلم بدلاً من الاستخدام السلبي .
نجاح التحول نحو الرقمية مرتبط بالوعي ونشر ثقافة الابتكار والمعرفة الرقمية. حمى الله الأردن