عمون - ينتظر العالم اجمع الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد 467 يومًا عاش فيها أهل القطاع ظروفا صعبة خلفت على إثرها استشهاد 46,645 وإصابة 110,012 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

ومع قرب إنتهاء الحرب، يستعد الأردن للعديد من القضايا الهامة والخطوات التي من شأنها أن تكون هامة على المستوى الداخلي وعلى الصعيد الإقليمي.

المحلل السياسي والكاتب الصحفي ماهر أبو طير، يرى أن اليوم التالي للحرب أكثر حساسية وخطورة من الحرب ذاتها بالرغم من أن الهدنة مفيدة في حقن دماء الأبرياء ووقف التجريف الاسرائيلي الهمجي للقطاع وأهله على مدى أكثر من 15 شهرا.

وقال أبو طير لـ عمون، إن حساسية اليوم التالي للحرب تتعلق في عدة ملفات مرتبطة بالوضع الإنساني الذي بحاجة إلى تدخل عربي ودولي للتخفيف عن الغزيين، اضافة إلى ما يتعلق بهوية الطرف الذي سيحكم غزة في ظل ما يتسرب من معلومات حول وجود خلافات خطيرة حول هذا الأمر بين أطراف فلسطينية وعربية ودولية وما تحاول اسرائيل فرضه من سيناريوهات لإثارة الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين ومحاولة فرض هيئة تدير القطاع بمعزل عن القوى السياسية داخل القطاع.

وعن ملف إعادة الإعمار في القطاع، أكد أن الكلفة كبيرة جدا على صعيد بيوت الغزيين ومدارسهم ومستشفياتهم وجامعاتهم والخدمات اليومية من مياه وكهرباء وغير ذلك.

وأشار إلى أن الاردن اليوم ينتظر وقف الحرب ليضمن وقف التصعيد في فلسطين وسط المخاوف من انتقال النار الى الضفة الغربية ومحاولات استهداف القدس والمسجد الأقصى وما يتعلق بملف التهجير ومحاولة اسرائيل فصل غزة عن الضفة بما يعنيه ذلك على المدى الاستراتيجي.

الدكتور منذر جرادات استاذ العلوم السياسية، قال إن انتهاء الحرب في غزة سيترك انعكاسات مهمة على الأردن حيث ستتطلب المرحلة القادمة جهودًا إنسانية وسياسية مكثفة.

وأضاف "سيقدم الأردن كل ما يستطيع من دعم إنساني وطبي للفلسطينيين كما تعود العالم على مواقف الأردن الإنسانية وخصوصا بشأن القضية المحورية وهي من ثوابت الدولة الأردنية القضية الفلسطينية".

وبين جرادات لـ عمون، أنه على الصعيد السياسي سيحاول الأردن تعزيز دوره الإقليمي عبر الوساطة في جهود إعادة الإعمار والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في المنطقة مع التركيز على الوصاية الهاشمية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية، كما سيسعى الأردن لتأكيد دعمه للقضية الفلسطينية سواء عبر العمل على تعزيز الوحدة الفلسطينية او إعادة إحياء حل الدولتين.