عمون - نوقشت في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في الجامعة الهاشمية، أطروحة دكتوراه للباحثة هيا علي الشافعي في حقل اللسانيات التطبيقية، موسومةً بـ"لسانيّات المدوَّنات: أطرها النظرية وآفاقها التطبيقية، مدونة الجزيرة "تعلُّم العربية" للناطقين بغيرها أنموذجاً"، بإشراف الدكتورة خلود العموش أستاذة علم اللغة والنحو وتحليل الخطاب في الجامعة، وعضوية الأستاذ الدكتور عيسى برهومه، والدكتور خالد العظامات، مناقشين داخلين في الجامعة، والأستاذ الدكتور علاء الدين الغرايبة أستاذ الدراسات اللغوية في جامعة اليرموك مناقشاً خارجياً.

وهدفت الأطروحة، إلى استثمار التكنولوجيا الحديثة في خدمة اللغة العربية وزيادة انتشارها، محاولةً وضع لسانيات المدونات مكانها الصحيح في سلسلة التراكم المعرفي اللساني عبر التأصيل النظري، ومن ثم تقديم نموذج تطبيقي جديد يجمع بين التحليل النظري والأدوات الرقمية الحديثة لتقييم فعاليَّة المدوَّنات المحوسبة في تعليم العربيَّة، مما يساهم في تعزيز التعليم اللغوي في العالم العربي ويدعم المحتوى العربي الرقمي. ورغم الجهود المبذولة في لسانيات المدونات، ظهرت الحاجة الماسة إلى ضرورة بذل جهود إضافية في استثمار اللسانيات الحاسوبية، التي يقوم عملها على توصيف اللغة للحاسوب، وتطوير نظم للمعالجة الآلية للغات الطبيعية، مما يتيح الإفادة منها بصورة أوسع في التطبيقات الحاسوبية؛ فلسانيات المدونات لن تؤتي أكُلَها إن لم نصل بالتطبيقات العملية للسانيات الحاسوبية إلى مداها الأقصى، في مستويات اللغة المختلفة؛ من أصوات وصرف ونحو ودلالة وبلاغة.

وأكدت نتائج هذه الدراسة أن المدونات اللغوية وتقنيات الذكاء الاصطناعي تمتلك إمكانات جيدة يمكن أن تُسهم في تحسين تعليم اللغة العربية وتحليل النصوص اللغوية الكبيرة بأساليب دقيقة وفعالة. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لتطوير أدوات أكثر تخصصًا تلائم اللغة العربية ومحمولاتها الثقافية.

وقد أشادت اللجنة باختيار موضوع يواكب معطيات العصر الجديدة، إذ يُعَدُّ هذا التناول تجديدًا في موضوعات الدراسات العليا والرسائل الجامعية، فهذا الموضوع يخدم اللغة العربية، في عالم أضحى عموده الرقمنة وثورة الذكاء الاصطناعي. وهذه الرسالة هي الأولى في الجامعة الهاشمية في لسانيات المدونات، ومن عدد محدود جدا منها في أقسام اللغة العربية أردنياً.

وقررت لجنة المناقشة في نهاية الجلسة أنّ الباحثة هيا علي الشافعي تستحق النجاح بجدارة، واوصت بمنحها درجة الدكتوراه في اللسانيات التطبيقية، بعد أنْ تقدّمت بأطروحتها، ونجحت في مناقشتها استكمالا لنيل هذه الدرجة العلمية الرفيعة.

ويذكر أنّ الباحثة الشافعي حاصلة على الدرجات الثلاث من الجامعة الهاشمية التي تنتمي إليها بصورة متواصلة منذ ال 2015 في البكالوريوس حتى 2025 في الدكتوراه، وتقديرها (امتياز) في هذه الدرجات الثلاث.