جو بايدن شاءت الأقدار أن تبدأ رئاسته بصفحات سوداء وتنتهى حياته السياسية الطويلة بصفحات سوداء.

في العام ٢٠٢١ انتخب رئيسا للولايات المتحدة فابتدأ عهده بكارثة اقتحام الغوغاء للكونجرس ثم تلتها كارثة الانسحاب المذل من افغانستان فظهور متحور جديد لفايروس كورونا وكل هذا في الاشهر الاولى لدخوله البيت الابيض ثم الحرب الروسية الاوكرانية المتواصل والتي بدل ان يحتويها قام بتأجيجها وفشل في تحقيق إنجاز.

ومع ذلك واصل العجوز عمله بثقته المهزوزة ليختتم ولايته بسوء الطالع وثلاث كوارث.

الاولى تلطخ يد ادارته بدماء عشرات الالاف من أطفال ونساء وشيوخ غزة وفشله في تحقيق النصر رغم توجيهاته المباشرة لادارته بالاستجابة لكل طلبات إسرائيل حتى كاد أن يفرغ إحتياطي الجيش الامريكي من الذخائر، وبرغم ذلك كسر صمود الشعب الفلسطينى كبرياءه حتى بات يستجدي إنجازا يختتم به الرحيل عن البيت الابيض بإطلاق سراح بعض اسرى الاحتلال، وإذا ما تحقق ذلك جزئيا هذا الاسبوع فبفضل تدخل فريق ترامب.

الثانية، فشله في الترشح لولاية ثانية وتأخره في الانسحاب وهزيمته ونائبته وحزبه أمام المرشح دونالد ترامب.

الثالثة، حرائق كاليفورنيا الاخطر والاكبر في تاريخ امريكا والتي يقال إن خسائرها ستصل الى ٣٠٠ مليار دولار وسيكون لها تداعيات اقتصادية كبيرة.

قد يسجل التاريخ أن ولاية الرئيس جو بايدن كانت مرحلة مفصلية في تاريخ أمريكا فمن نتائج سياساته تغيير استراتيجي كبير في الشرق الاوسط وقواعد النظام العالمي بسبب الحرب على غزة واستمرار الحرب المباشرة بين روسيا وبين اوكرانيا وشبه مباشرة مع دول حلف الناتو وتصاعد الوعي العالمي بالجرائم الصهيونية والذي قد يفرز طبقة سياسية جديدة في الديمقراطيات الغربية وربما ستؤسس الامبريالية المالية الاقتصادية العالمية لحرب اقتصادية مع الصين والهند وروسيا .

جو بايدن الرئيس الأسوء والاكثر ضررا في تاريخ امريكا بعد الرئيس ريتشارد نيكسون .

اما السيد ترامب فسيكون مختلفا عن بايدن ومختلفا عن ترامب المرشح المشاكس وليس بالضرورة ان يكون الافضل .