أحلام وأحلام يبني المواطن العربي مستقبله عليها.. أحلام خيالية صعبة التحقق في ظل وجود كوابيس في الحياة الحقيقية لتتحول الأحلام إلى سراب، فالمواطن العربي يحلم بأن يكون "ليبرالي" يملك شخصية حرة قادرة على التعبير عن ذاته ويختار من يقوده على أمل أن ينعم "بالديموقراطية" التي تجعل الحُكم بيد الشعب، وتكتمل قوة وقدرة الشعب حين يفرز حكومات "تكنوقراط" مثقفة لديها إلمام واسع في إدارة القضايا فتنهض بالوطن، وتعمل على الحفاظ على "الايديولوجيا" الخاصة بكل جماعة وفرد مما يحقق لهم التفكير كما يشاءون ومن حقهم أيضاً الدفاع عن آرائهم وعاداتهم وقيمهم.

وتلعن الشعوب "الإمبريالية" الاستعمارية التي فَرضت عليها التخلف والتبعية بترسيخ "البيروقراطية" التي تعطل عجلة النهضة وتقتل فيهم روح الإبداع وسرعة الآداء، وترفض الشعوب سطوة "أرستقراطية" تجمع النبلاء الباحثين عن سطوة السلطة وإثبات قيمتهم بالتوسط لتجاوز البيروقراطية وتقديم السيء على الأفضل إلا إذا كانت هذه الطبقة عامل توازن لحماية المجتمع ، كما يرفضون "برجوازية" المال التي تصبح أخطر في حال تزاوجها من طبقات الحكم والسيطرة، لذا لا تريد طبقة المال أن تتشارك الحُلم في النهضة مع طبقة العُمال "البروليتاريا " لإبقاء الغالبية في قاع المجتمع كطبقة مُستَغَلة من بقية الطبقات، وتحجيم دورها بأن تكون طبقة منتجة فقط لينال كل من الطبقات نصيبهم من مال ليس من حقهم وحدهم .

هذا حال المجتمعات العربية ودول العالم الثالث والتي لا تؤمن بنظرية اختيار الأفضل والأقدر، فتميل لاختيار كبار الموظفين حسب الولاءات للأشخاص وليس الولاء للأوطان بغض النظر عن مستوى المعرفة والجهل، والمعروف ان الجهل يقود المجتمعات صوب الانحدار والموت التدريجي ، فالجهل مع الفقر إجرام والجهل مع المال فساد والجهل مع السلطة استبداد، والجهل مع الدين إرهاب والجهل مع الحرية فوضى، فيما العالم مع الفقر قناعة والعلم مع المال إبداع والعمل مع الحرية نهضة، والعلم مع السلطة عدل والعلم مع الدين استقامة، لذا نجد أن المجتمعات العربية تدفع ثمناً غالياً في حياتها لانها تختار الجهل على العلم، وغالبيتها تُدرك أن أكذب ما يُدعى إليه في العالم حالياً ثلاثية الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.

آخر الكلام:

التعليم يُشكل روح المجتمع التي تنتقل من جيل لآخر، لذا لا يمكن لمجتمع قائم على سلطة المال أن يظل متماسك كون عدد قليل من طفيليات الأغنياء يمتصون دماء الآخرين، لنشعر أن تاريخ المجتمعات العربية قائم على الصراعات الطبقية.