عمون - يُعدّ الزواج عاملاً إيجابياً يؤثر على صحة الأفراد ومتوسط أعمارهم، حيث أظهرت الدراسات أن المتزوجين يتمتعون بصحة عامة أفضل مقارنة بالعزاب.

يشير الدكتور رشيد حميدولين، أخصائي علم النفس، إلى أن المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة. ويبدو أن تأثير الزواج على صحة الرجل أقوى، إذ غالباً ما يدفع الزواج الرجال إلى الاهتمام بصحتهم واتباع أسلوب حياة صحي بفضل رعاية ودعم زوجاتهم. أما النساء المتزوجات، فهن أيضاً يحصلن على فوائد صحية، لكن الدراسات تشير إلى أن التأثير الإيجابي يكون أكبر لدى الرجال.

يرجع ذلك جزئياً إلى أن الرجال عادة ما يتلقون دعماً ورعاية من زوجاتهم، وهو ما يحسّن صحتهم النفسية والجسدية. أما النساء، فغالباً ما يتحملن أعباء منزلية إضافية، وهو ما قد يسبب الإجهاد والتأثير سلباً على صحتهن، خاصة إذا كان توزيع المسؤوليات غير عادل. ومع تزايد عدد النساء العاملات، بدأت هذه الأدوار التقليدية في التغير.

تميل النساء إلى تقدير العلاقات العاطفية والاتصال العاطفي بشكل أكبر، ولكن عبء العمل المنزلي وقلة الدعم من الشريك يمكن أن يؤثر على حالتهن النفسية والجسدية. هذا التوتر قد ينشأ عن عوامل مثل توزيع المسؤوليات غير العادل أو الضغوط الناتجة عن الحياة اليومية.

من بين أكبر التحديات التي تواجه الزواج: المشكلات المالية، اختلاف أساليب التربية، عدم توافق أنماط الحياة، والإجهاد المرتبط بالعمل أو الديون. هذه العوامل قد تؤدي إلى نزاعات تؤثر على العلاقة بين الزوجين.

ويؤكد الدكتور أن النزاعات جزء طبيعي من أي علاقة زوجية، والمهم هو كيفية التعامل معها. فالدعم العاطفي والتواصل المفتوح يلعبان دوراً أساسياً في بناء علاقة صحية وطويلة الأمد. وينصح الأزواج بحل المشكلات معاً والعمل على تعزيز الثقة والحميمية. وفي حال مواجهة مشكلات صعبة، يمكن اللجوء إلى استشارة طبيب نفسي عائلي للحصول على الدعم اللازم.

"وكالات"