تتبعت تاريخ الشعوب الحرة التي تعرضت للاحتلال والاستعمار ودحرته عن ارضها وعرضها فلم اجد فيها مثل ما تفعله السلطة الفلسطينية بالمقاومين الفلسطينيين لاحتلال إسرائيل ولم أرَ في قواميس المقاومة والانسانية ان تنبري زعامات محتلة لتسمي مقاومتها واحرارها بالخارجين عن القانون الذي يحمي المستوطن ويشرعن الاحتلال ٠

ليس هكذا بما نراه اليوم من إجراءات للسلطة كما في مخيم جنين وباقي مناطقها ومخيماتها تسود قانونها وتتجذر سيادتها على شعبها المقهور المظلوم من محتل يسلخ جلد شعبها عن عظمه ويغتصب الارض والعرض وتسمي سلطته احرارها بالخارجين عن القانون وأي قانون هذا الذي لايقدر على تحريم وتجريم بسطار جندي صهيوني يدنس حراماتها وينجس محرماتها ٠

نعم نقدر هواجس السلطة الفلسطينية ان تتحول الضفة الى غزة اخرى لطالما لم يتوقف قادة إسرائيل عن تهديداتهم للضفة وسلطتها ولكن لان تموت الشعوب بكرامة اشرف لها ان تعيش بمهانة تحملها ذاكرة التاريح ليلعن زمنها وزلمها وامهات رجالاتها ٠

كان من الاجدر على السلطة الفلسطينية ألا تكون كأداة إسرائيلية تضرب شعبها بل كان عليها ان تفتح حوارا مع مقاومتها تطلب فيه ترتيب الادوار فيما بينها في ظل تعاظم عدوان اسرائيل وتخاذل المجتمع الدولي في ردعها، وكان عليها ان تقرأ درسها وتحفظ خط وطنيتها ورجعتها الى حاضنة شعبها وان تمعن جيدا ان عدوها يجسد إستراتيجية سياسية مفهومها التنصل من حقوقها وإقامة دولتها وتجذير احلام إسرائيل باقامة دولة يهودا والسامرة على ارضها٠

على السلطة الفلسطينية ان تتذكر ان لبناتها بنيت على اساس التحرير ومقاومة الاحتلال فاشعلت ثورتها وعندما قررت السلام سماه رئيسها المرحوم ياسر عرفات بسلام الشجعان وعلنا نرى من السلطة شجاعتها ٠