المقدمات السليمة تفضي لنتائج صحيحة، رؤساء لبنان الجدد من خارج تركيبة الوصايات ولوبيات المال والأعمال وتتوفر فيهما الكفاءة والنزاهة والوطنية.

فخامة رئيس الجمهورية جوزيف عون الممتلئ صلابة وكارزمية وفرته لفخامته الجندية والانضباط والتأهيل والتدريب وضع أولى خطوات الإصلاح التي جاءت في خطابه على أول درجات السلم نحو مستقبل لبنان عندما كلف القاضي والدبلوماسي والأستاذ الجامعي دولة نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء ما أسفرت عنه الاستشارات النيابية الملزمة التي قطف منها فخامة الرئيس بذكاء وبعجالة ما يريده دون تردد أو مماطلة حتى لا تكون الفرصة متاحة للاصطفافات السياسية الموجهة وهذا يدلل بوضوح على جدية وكفاءة ومتانة توجهات فخامة الرئيس الجديد

دولة رئيس الوزراء القاضي الدكتور سلام يبدو أنه يرتب أوراقه ويحزم حقائبه للعودة إلى لبنان بعد انتهاء مراحل من الاستقواء على سلطاته الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية هذا الاستقواء الذي انتج مصادرة لسيادة لبنان على أرضه وفضاءاته وحدوده خلال حقبات زمنية حالكة الظلمة نرجو أن لا تعود أذرعها وأنيابها ومخالبها الداخلية والخارجية

رئيس الحكومة العائد من لاهاي سيكمل ملامح العهد الجديد وسيلبي تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، والذي كان من الممكن أن يكون رئيسًا للوزراء عام 2020 بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت لولا اعتراض "حزب الله" و"حركة أمل" على تسميته حينها،

‎الرئيس نواف سلام جاء للبنان من رئاسة محكمة العدل الدولية التي تولاها منذ فبراير 2024 بعد سلسلة نجاحات في عضويتها منذ 2018، وينحدر كذلك من عائلة وطنية وسياسية بامتياز، وحاصل على تأهيل دبلوماسي وقانوني وخبرات متنوعة لمجالات متعددة إذ حصل ماجستير في القانون من جامعة "هارفرد"، ودكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992. وعُيّن سفيراً وممثلاً دائماً للبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، كما مثّل لبنان في مجلس الأمن

لبنان أمام مرحلة جديدة وعاده تكتنفها أجواء إيجابية وتفاؤل حذر ندعو له بالمزيد من التعاون في مواجهة التحديات الراهنة واعادة التوازن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ضمن بعده العربي.

حمى الله لبنان..