facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كي لا يتكرر ما حدث في لبنان والعراق!


د.أحمد بطاح
14-01-2025 01:05 AM

يطرح التغيير الذي حصل مؤخراً في سوريا والمتمثل بسقوط النظام السوري السابق وتسلّم إدارة جديدة لمقاليد الأمور إشكالية لافتة واجهتها النظم الرسمية العربية سابقاً في لبنان والعراق.

لقد بدأ النفوذ الإيراني في لبنان منذ عام 1982 من خلال تأسيس ورعاية "حزب الله" إلى أن أصبح أقوى منظمة غير حكومية على مستوى العالم، وبغض النظر عن طبيعة الدور الذي قام به حزب الله في لبنان فإنّ حقيقة تمثيله للنفوذ الإيراني في لبنان لا يمكن نُكرانه، كما أن تراجع النفوذ العربي بالمقابل في لبنان لا يمكن نُكرانه أيضاً، الأمر الذي سوّغ للبعض أن يقول بأنّ العرب تركوا لبنان ولم يدعموه بما فيه الكفاية مما سهل تعاظم الدور الإيراني إلى درجة حجب الدور العربي فعلياً.

وقد تكرر الأمر نفسه في العراق حيث تصاعد النفوذ الإيراني بشكل واضح بعد سقوط النظام العراقي السابق (نظام صدام حسين) في عام 2003، وقد تمثل هذا في تشكُّل العديد من القوى والأحزاب والتنظيمات العسكرية (فيلق بدر، حزب الله، عصائب أهل الحق) التي تأتمر بأمر إيران أو على الأقل تأخذ مصالحها بالاعتبار إن لم نقل تقدمها على مصالح الدول العربية بل وربما على مصالح العراق نفسه، والواقع أنّ العراق كان بحاجة ماسة إلى "بعده" العربي بعد عام 2003 والذي كان يمكن أن يُترجم نفسه في المساعدة الاقتصادية، وإعادة بناء الدولة، وتشكيل الجيش وغير ذلك مما تسبّب به الغزو الأمريكي الذي هدم الدولة، وحلّ الجيش، وترك البلاد نهباً للنفوذ الإيراني الذي كان يتحين الفرصة للقبض على عنق العراق بعد أن خاضت إيران معه حرباً مريرة استمرت ثماني سنوات (1980-1988) وتمخضت عن خسائر بشرية ومادية هائلة لطرفي الحرب.

ولعلّ ما يحدث في سوريا الآن يذكّر بما حدث في لبنان تاريخياً ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، وفي العراق منذ عام 2003، فالسوريون الآن بحاجة ماسة إلى وقوف العرب بجانبهم سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، فسوريا منبوذة دولياً لأن النظام السابق كان يكتفي بالتحالف مع روسيا وإيران ويدير ظهره لبقية العالم، وهي واقعة تحت طائلة عقوبات اقتصادية خانقة (وبالذات قانون "قيصر") تكاد تجعل أكثر من 70% من الشعب السوري تحت خط الفقر، وهي ضعيفة حتى الهشاشة عسكرياً بعد أن استغلت إسرائيل فرصة سقوط النظام السابق ودمرت معظم مقدرات الجيش السوري، بل واحتلت أكثر من 200 كم2 من الأراضي السورية في المنطقة العازلة في الجولان (مُلغيةً اتفاقية 1974 لفك الارتباط)، كما احتلت أعلى قمم جبل الشيخ المشرفة على أهم المناطق السورية واللبنانية والأردنية فضلاً عن تحكمها بمياه أنهار هذه البلدان.

إن البلاد العربية مسؤولة الآن أمام نفسها، وأمام شعوبها وأمام التاريخ لكي لا تتكرر الأخطاء التي حصلت في لبنان والعراق وبخاصة أنّ الإدارة الجديدة في سوريا بدت عقلانية تماماً في طروحاتها وفي تصورها لسوريا المستقبل حيث أعلنت (متخليةً عن ماضيها "الجهادي" المعروف) عن قرب عقد مؤتمر وطني عام يضم كافة مكونات الشعب السوري، تنبثق عنه لجانً تضع دستوراً عصرياً جديداً يتم استفتاء السوريين عليه، ويُتوج الأمر بتنظيم انتخابات عامة حرة تفرز قيادات تمثل الشعب السوري وتعبّر عن طموحاته وتطلعاته بعد أن عانى ما عانى.

إنّ الدول العربية الآن مطلوب منها أن تقود عملية تطبيع علاقات مع النظام السوري الجديد الذي يتخلّق تدريجياً مع دول العالم ومنظماته وهيئاته لكي تعود سوريا دولة "طبيعية" مقبولة من المجتمع الدولي، وقادرة على الإفادة من شرعيته، ومنظومته العالمية.

كما أن الدول العربية مطلوب منها أن تسند سوريا اقتصادياً وبخاصة أنها دولة تمتلك أصولاً اقتصادية جيّدة، وتشكل "فرصة استثمارية" ضخمة وذلك بالنظر إلى ما لحق بها من دمار، وبالنظر إلى تهالك بنيتها التحتية (Infrastructure) وبخاصةً أنّ الدول العربية -وبالذات دول الخليج العربي- غنية ولديها أذرع استثمارية وازنة وهذه هي فرصتها لإنقاذ الشعب السوري وإعادة إعمار بلاده الجميلة من خلال تنمية مستدامة (Sustainable development)، وتحقيق أرباح مشروعة كمحصلة طبيعية لاستثماراتها.

أمّا عسكرياً فإنّ الدول العربية قد لا تكون راغبة أو قادرة -في الظروف الإقليمية والدولية الحالية- على مساعدة سوريا عسكرياً لاستعادة أراضيها المحتلة (القديمة والجديدة)، ولكنها بالقطع تستطيع أن تساعدها في بناء جيشها الجديد الذي يحافظ على وحدتها وسلامة كيانها الوطني، كما يمكن أن تساعدها سياسياً في استرجاع أراضيها وبخاصة أنها وبالذات دول الخليج العربي تمتلك علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة والتي تستطيع بدورها إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي السورية، وأخيراً فإنّ المطلوب من الدول العربية قد يكون كثيراً ولكنه ممكن والأهم أنه ضروري.

ولعلّ الاجتماع الذي بادر الأردن بالتعاون مع دول عربية وإقليمية إلى عقده في العقبة مباشرةً بعد سقوط النظام السوري السابق، واجتماع الرياض (الخليجي – العربي – الدولي) الذي تمّ عقده في الرياض مؤخراً خطوتان هامتانِ على هذا الطريق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :