اعرف أن جلالة الملك يحرص على لقاء المتقاعدين أينما كانوا فهم رفاق السلاح وذخر الوطن يمثلون روح الشخصية الاردنية، وفي صدورهم كل معاني الإقدام والشجاعة ويتحلون بالاخلاق الأردنية التي توارثوها عن الآباء والأجداد، وجرت رعايتها وتكريسها ومأسستها في ميدان التدريب والعطاء والرجولة.

يحب جلالته ان يرى هؤلاء الاردنيون في كل مكان، فتارة يدعوهم إلى لقاءات خاصة، ومرة في المناسبات الوطنية وكثيرا ما يتفقد أحوالهم فيهاتف هذا ويسأل عن ذاك، ويراهم كافراد وجماعات في بيوتهم ليقول لهم أنكم الذخيرة التي يعول عليها الوطن وأنكم في قلب اهتمامات الاردن أينما كنتم.

بصفتي واحدا من الاردنيين الذين يسكنون العالوك ويعرفون طيات جبالها واوديتها فقد فاتني ان أرحب بجلالته في العالوك التي يعرفها جيدا فهي مقر الوحدة العسكرية التي امضى الجزء الاكبر من خدمته فيها إلى أن أصبح قائدا للقوات الخاصة..

في العالوك سحر لا يدركه إلا من عاش فيها، اوخالط اهلها، او خطى على سفوح تلالها المطلة على جرش من الشرق، والمتحدرة برفق نحو سيل الزرقاء والتي ترى من اعاليها مغاريب المفرق، وثغرة عصفور ورأس منيف، ويمكن أن ينفذ البصر اذا ما كان الجو صحوا لترى سفوح جبال الضفة الغربية.

للعالوك قصص وحكايات وماض وتاريخ يتناقله الاهالي سكن بعضه بطون الكتب ويدور الكثير منه على شفاه الرواة. على امتداد سفوح السنديان اقام اهلنا من عشائر الشديفات والعموش والزيود بيوت قريتهم واهتموا بقطعانهم والتحقوا بمؤسسات بناء الدولة فكانوا في طليعة من نذروا أرواحهم وامضوا شبابهم في الذود عن الحمى ورفع راية الاردن.

للاهالي طبيعة لا يعرفها إلا من اكتسب شرف القرب منهم فهم كما وصفهم حبيب الزيودي "جبال فوق جبال لا يعرفون النكران ويعطون بلا منة".. قبالة بيت المضيف كانت الدولة الاردنية قد انشأت مخفرا للحفاظ على الامن ومنع الجريمة وقد مر اكثر من عامين على افتتاح ذلك المخفر دون أن تدخله قضية واحدة الامر الذي دفع بالدولة الى إلغاء المخفر واستبداله بمدرسة لتكون أولى مدارس القرية.

اليوم وككل الاهل في العالوك وجوارها سعدنا بهذه الزيارة ونتمنى لبلدنا الخير والمنعة والازدهار.