facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تحالف الشام الجديد .. هل يكون كلمة السر لاستقرار المنطقة؟


رومان حداد
13-01-2025 07:23 AM

تعيش المنطقة حالة من التحرك الجيوسياسي الذي بالضرورة سينتج أوزاناً نوعية جديدة لدول ومنظومات سياسية مختلفة، وهو ما يجعل التفكير الاستراتيجي المرتبط أدوات تنفيذ تكتيكية أمراً مهماً بالنسبة للأردن في المرحلة المقبلة.

قبل عدة أعوام بدأ الأردن العمل على بناء تعاون واضح مع العراق ومصر لإنتاج ما عُرف إعلامياً بتحالف الشام الجديد، وهو محاولة لم يكتب لها الاستمرار لعدة ظروف عصفت بالمنطقة، بالإضافة لما اعتبرته إيران، حينها كقوة نفوذ إقليمية، أنه محاولة لجذب العراق نحو المنظومة العربية بعيداً عن النفوذ الإيراني.

اليوم مع إعادة توزين القوى الإقليمية وتغير ساحات النفوذ يبدو أن إعادة التفكير بمشروع الشام الجديد باتت مشروعة، وفق رؤية تبني على ما تقدم من عمل ولكن وفق ما فرضته الظروف الجديدة، من تراجع النفوذ الإيراني وسقوط نظام بشار الأسد وانتخاب رئيس لبناني من خارج المنظومة السياسية التقليدية في لبنان في مرحلة ما بعد الحرب.

الحالة المشرقية العربية، بما تعنيه من النيل إلى الفرات أي مصر والهلال الخصيب، صار لا بد لها أن تكون لاعباً رئيساً في المنطقة، بما يحافظ على عمقها الحضاري السياسي، وهو ما يمكن تحققه في حال تم العمل على تحالف الشام الجديد بحيث يضم كلاً من سوريا ولبنان، بالإضافة إلى الأردن ومصر والعراق.

إيجاد حاضنة مشرقية عربية لكل من العراق وسوريا ولبنان أمر مهم، فهذه الدول خرجت أو تخرج تدريجياً من مساحة النفوذ الإيراني، ولا تستطيع أي دولة منفردة أن تحقق تحالفاتها المفيدة والوازنة، ولكن في إطار تحالف الشام الجديد، فإن جميع دول المنظومة الجديدة تستطيع أن تلعب أدواراً وازنة على مختلف المستويات.

وجود تحالف الشام الجديد بهذه الصيغة يحول التحالف إلى ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة بصورة تمنع تحول المنطقة إلى منطقة نفوذ لقوة إقليمية تحلم بالسيطرة عليها أو إدخالها ضمن نفوذها، وفي ذات الوقت يستطيع هذا التحالف بناء علاقات قوية ومتوازنة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

مثل هذا التحالف قادر على خلق كتلة وازنة سياسياً في المنطقة وذات ثقل اقتصادي بحيث تستطيع منافسة دول أو كتل اقتصادية أخرى في المنطقة، خصوصاً في ظل الانقسامات والخلافات التي تسيطر على تكتلات سياسية إقليمية أخرى بسبب خلافات الدول الرئيسة فيها بسبب مصالحها المتضاربة.

انضمام سوريا ولبنان لتحالف الشام الجديد يشكل فرصة لإعادة بناء العلاقات السياسية بين دول المنطقة بعد سنوات من التوترات والحروب، كما يتيح هذا التحالف منصة للحوار بين الدول الأعضاء، ما يُعزز من إمكانية التوصل إلى حلول مشتركة للقضايا الإقليمية.

ويُعتبر الأردن نقطة ارتكاز سياسية للتحالف، نظراً لموقعه الجغرافي والدور التاريخي الذي يلعبه كوسيط بين الدول العربية والمجتمع الدولي، وانضمام سوريا ولبنان يُتيح للأردن فرصة تعزيز هذا الدور عبر تسهيل الحوار الإقليمي، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي تربطه بجميع الأطراف، وكذلك بعلاقاته الدولية القوية التي بناها الأردن عبر عقود مع مراكز القرار العالمي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

يُعد تحالف الشام الجديد مشروعاً استراتيجياً بالنسبة للأردن لإعادة تموضعه السياسي والاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وسيلعب هذا التحالف دوراً في خلق فرص سياسية واقتصادية واعدة يمكن أن تُسهم في إعادة صياغة العلاقات الإقليمية وتحقيق استقرار مستدام، يكون الأردن في قلبها، ما يعزز مكانته الإقليمية والعالمية، بسبب أهمية هذه المنطقة عالمياً.

نجاح التحالف يعتمد على قدرة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك تعزيز الاستقرار السياسي، تنسيق السياسات الاقتصادية، وتطوير البنية التحتية. إذا تم تجاوز هذه العقبات، فإن «الشام الجديد» قد يصبح نموذجاً للتعاون الإقليمي الناجح في الشرق الأوسط.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :