الصفدي شدد أن "العبء على الإدارة السورية الجديدة ثقيل"
ميرا حامد ويوسف الجريري
12-01-2025 06:22 PM
في خطوة بارزة على طريق استعادة العلاقات بين الأردن وسوريا، عقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد حسن الشيباني أول لقاء رسمي بين الجانبين في عمان، في إطار جولة موسعة للوفد السوري تشمل عدة دول عربية ، اللقاء بين الوزيرين جاء في وقت حساس تشهد فيه المنطقة العربية محاولات لإعادة ترتيب أوراق العلاقات بعد سنوات من التوترات الإقليمية، لا سيما بعد الحرب الأهلية في سوريا.
وفي أفق جديد من التعاون تناولت المباحثات بين المسؤولين الأردنيين والسوريين مجموعة من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية ، أبرز الملفات التي تم التطرق إليها كان "أمن الحدود"، حيث أشار وزير الخارجية الأردني إلى خطورة تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود المشتركة، خاصة مع استمرار تهديدات تنظيم "داعش" في بعض المناطق السورية ، وقد أكد الصفدي أن الأردن مستعد لتقديم الدعم لسوريا في مواجهة هذه التهديدات، مشيرًا إلى أهمية الاستقرار السوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
من جانب آخر، أعلن الصفدي عن استعداد الأردن لتوفير الكهرباء لسوريا بشكل فوري، في خطوة قد تسهم في تحسين الوضع الإنساني في سوريا وتسهيل عملية إعادة الإعمار ، هذه المبادرة تُعدّ جزءًا من التعاون المستقبلي بين البلدين، حيث يسعى الأردن إلى أن يكون جزءًا من عملية إعادة بناء سوريا، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
إرادة سورية جديدة وتحديات الإدارة الجديدة ، من جهته أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن بلاده على استعداد لإعادة بناء علاقات تعاون مستدامة مع الأردن ودول المنطقة ، و أشار إلى أن النظام السوري السابق خلف العديد من المشاكل مع شعبه ومع دول الجوار، لكنه شدد على أن "الهوية السورية الجديدة" ستقوم على تحقيق سيادة الشعب السوري وحوار صريح مع دول المنطقة، بما في ذلك الأردن ، وتابع قائلاً إن الإدارة الجديدة في سوريا تسعى للمضي قدمًا لتحقيق التعاون المشترك مع الأردن بشكل ينعكس إيجابًا على البلدين ،و أشار إلى أن الزيارات التي تجريها الإدارة السورية للدول العربية تهدف إلى استعادة سوريا لدورها الفاعل في العالم العربي.
التحديات الإقليمية وتأثيرها على العلاقات ، رغم الآمال في تعزيز التعاون، إلا أن الملفات الإقليمية المتشابكة تظل مصدر قلق رئيسي ، أول هذه التحديات هو قضية المخدرات، إذ يشير الصفدي إلى أن تهريب المخدرات من سوريا ما زال يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الأردني ، كما أن مكافحة الإرهاب في المنطقة، لا سيما في ظل وجود بقايا تنظيم "داعش" والتهديدات المترتبة عليه، سيظل أحد التحديات الكبرى التي يجب على الجانبين مواجهتها بشكل مشترك.
أيضًا، هناك معضلة تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا نفسها ، فالأزمة السورية لم تنتهِ بعد، ورغم الجهود الدولية والإقليمية في إعادة بناء البلاد، إلا أن الوضع الداخلي لا يزال هشا ،ويشكل ذلك تحديًا إضافيًا للإدارة السورية الجديدة في إثبات قدرتها على تجاوز إرث النظام السابق وتحقيق مصالحة حقيقية مع الشعب السوري ودول الجوار.
إن اللقاء بين الصفدي والشيباني يعكس رغبة مشتركة في بناء علاقات تعاون مستدامة بين الأردن وسوريا وان العلاقات الأردنية - السورية يمكن أن تكون نموذجًا للتعاون بين دول الجوار في فترات ما بعد النزاع، حيث يسعى كلا البلدين لتجاوز سنوات من الصراعات وتداعياتها ، إذا نجحت سوريا في تحقيق الاستقرار الداخلي وبناء علاقة قائمة على التعاون الحقيقي مع جيرانها، فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على الأمن الإقليمي، ويعزز من قدرة الأردن على التأثير في القضايا الإقليمية الكبرى، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام سوريا لتحقيق الاستقرار الكامل، إلا أن هذه الزيارة تمثل نقطة انطلاق جديدة في العلاقات الأردنية - السورية، وتحمل في طياتها الكثير من الفرص والتحديات التي ستحدد مسار العلاقات بين البلدين في المستقبل.