الخليلي يحاضر عن "التسهيل في آيات التنزيل" في اتحاد الكتاب
12-01-2025 03:43 PM
عمون - دأب اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين على إقامة المحاضرات المتنوعة والتي تخدم أهداف الاتحاد وغاياته ووسط حضور نخبوي من الكتاب والأدباء أعضاء الهيئة الإدارية والعامة وضيوف الاتحاد وروادة وبحضور رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان أقام الاتحاد يوم السبت 11/1/2025 محاضرة علمية بعنوان: " التسهيل في آيات التنزيل/ آيات الصيام أنموذجاً " ؛ للدكتور محمد غسَّان الخليلي. وقد قدَّم المحاضرَ الأستاذ مهند أبو فلاح؛ موطِئاً للمحاضرة بمقدمة مناسبة للمضمون.
وقد بدأ المحاضر بآية من سورة الحج: " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ.... "، ثم شرحها شرحاً وافياً؛ مستمِداً معاني التفسير من الإمام ابن كثير. فكل فريضة فرضها الله على المؤمنين لا يوجد فيها مشقة أصلاً، وإنْ وجدت مشقة ما، فلا بد أن يجعل الله لها مخرجاً وفرجا. فالصلاة التي تجب في الحَضَر أربعاً يمكن أن تكون في السفر ثِنتين، وصلاة الخوف لها أحكامها التسهيلية الخاصة بها ؛ وتُصلى رِجالاً أو رُكبانا، باستقبال القبلة أم بدون. ويسقط فرض القيام في الصلاة عن المريض، وثمة تخفيفات كثيرة تخص فريضة الصلاة وغيرها من الفرائض؛ مصداقاً لما قال عليه الصلاة السلام : " بُعثت بالحنيفيَّة السمحة "، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذاً وأبا موسى الأشعري – رضي الله عنهما- إلى اليمن قال لهما: " بشِّرا ولا تنفرا، ويسِّرا ولا تعسِّرا"؛ وهذا تطبيق عملي للآية : " وما جعل عليكم في الدين من حرج ".
ثم قام المحاضر الخليلي باستعراض الإعجاز البياني والبلاغي في التركيب الإنشائي لآيات الصيام من سورة البقرة؛ ومما جاء في عرض أمور التسهيل في الآية الأولى من آيات الصيام: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ/" (183) البقرة:
1يتراءى ذلك للسامع الخطاب المحبب بداية في النداء الخالد: " يا أيها الذين آمنوا "؛ فهذا نداء يخطب الود، ويجذب النفس.
2 – ثم جاء الأمر بفرض الصيام بصيغة المبني للمجهول: " كُتِبَ "؛ فكأنه أمر مبرَمٌ من السماء، لا جدال فيه.
3- ثم تقدم الجار والمجرور ( عليكم)، على نائب الفاعل (الصيامُ)؛ تشريفاً للمخاطبين المأمورين، وحثاً لنفوسهم على تقبُّل هذه الفريضة الشَّاقة؛ بدايةً.
4- ثم جاء التشبيه البديع مسوغا لهذه الفريضة؛ فهي قد كتبت عليكم معاشر المؤمنين؛ كما كُتبت على الذين من قبلكم، وفي ذلكم توطئة لاستقبال الفرض الشاق برحابة صدر، ثم قولِ جمهور المؤمنين سمعنا وأطعنا.
5- ثم جاء التعليل موطَئاً بأداة الترجِّي (لعلَّكم)؛ فلا بدَّ للشَّارع من أن يسوِّغ الفرض الذي سيفرضه على عباده المؤمنين.
6- ثم تأتي فاصلة الآية بقوله تعالى: " تتقون "؛ فالتقوى هي الثمرة المرجوة من هذا الصيام الشَّاقِّ الجليل.
7- وأخيراً وليس آخراً، في معاني "التسهيل" في هذه الآية من آيات الصيام أن فعل "اتَّقى" هو فعل متعدٍ؛ أي يلزمه مفعول به، لكنه هنا حُذف ليترك الباب مفتوحا على مصراعيه لفضاءات من التأويل لمعاني التقوى المرجوَّة، وإن الحذف باب جمالي واسع من أبواب البلاغة في العربية.
وعلى هذا المنوال، سار الخليلي في بسط التسهيلات في آي الصيام الجليلة الجميلة.
ثم فُتح الباب لجمهور السامعين المتلقين لجماليات التأويل في التنزيل؛ فسألوا، ثم عملوا مداخلاتهم؛ في جوٍ علمي رصين وشائق.
وأخيراً، تفضل رئيس اتحاد الكتَّاب والأدباء الأردنيين الأستاذ الشاعر المبدع عليَّان العدوان؛ يرافقه الأستاذ وائل عبد ربه (مدير دار يافا للنشر)، بتسليم الدروع والشهادات التكريمية للمحاضر ولمقدم المحاضرة والتقطت الصور التذكارية .