facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب بين الملكية والجمهورية


فيصل سلايطة
12-01-2025 02:03 PM

عندما نقرأ واقعنا العربي ، العلاقة بين الشعوب و النظم الحاكمة ، ونحلّل الماضي و نقارنه بالحاضر ، و ندرس الانظمة السياسية ، نخرج باستنتاج واضح مفاده "الانظمة الملكية هي مفتاح الاستقرار" لأي بلد عربي ، و حال أقل نظام ملكي أفضل من أفضل نظام جمهوري ، فما السِرْ؟

بشكل عام ، وبسبب تكويننا الاجتماعي_الثقافي كعرب ، نميل نحو البقاء و الاستقرار و الثبات ، فعلى عكس ذلك ، في الانظمة الجمهورية لا يلعب عامل الزمن دورا ايجابيا في علاقة الرئيس مع الشعب ، فالرئيس الذي يستثمر في الزمن يزداد عامل الخطر لبقاءه كل يوم ، فالشعوب في الانظمة الجمهورية لا تفضل مطلقا رئيسا إلى الموت ، أو رئيسا يعدل دستورا ، أو رئيسا يورّث ، و امست معظم هذه الامثلة إلى نهايات مأساوية أو النفي و الهرب في أفضل الاحوال.

أما في الانظمة الملكية ، فالشعوب و إن تضايقت اقتصاديا ، تبقى في الدائرة المريحة سياسيا و امنيا ، فعلاقة الملك أو الأمير هنا على عكس الجمهوريات ، مفتاح نجاحها الاستثمار في الزمن ، أن يستثمر الملك الزمن لاحتكاك مباشر و متزن و مستمر مع الشعب ، فتصبح أي عقبات اقتصادية أو توترات سياسية تواجه ذاتيا من الشعب في عملية مفاضلة ما بين الاقتصاد و الأستقرار ، فالأخير مفقود في الكثير من الدول العربية ، إلى أن اصبح عنصرا اساس للتقييم.

يترحّم اليوم الكثير من ابناء العراق على الملك فيصل، آخر الملوك الهاشميين الذي حكم العراق و قتله ابناء العراق مع عائلته في واقعة مجزرة قصر الرحاب الدموية ، تلك التي نفذت بطريقة لا يتقبّلها أي سوي ، و من بعدها و بلسان العراقيين انفسهم ، لم يذق العراقيين سنوات مستقرة كتلك ابان الحكم الملكي الهاشمي ، فكل الذين حكموا العراق و على رأسهم صدام حسين ، حاولوا بشتى الطرق اختلاق حروب عبثية نتائجها صفرية ، فحرب ايران خلّفت قرابة المليون ضحية و مليارات الدولارات من الديون و الخسائر ، و غزو الكويت الذي به صدام اخترق النظم السياسية والجيرة الحسنة وكل المواثيق الدولية ، لم ينتج أيضا سوى الدمار على العراق و المنطقة ، فعاش العراق بعد الملكية عقودا عجاف.

الملكيات العربية في الغالب أكثر استقرارا و ثباتا ، عملتها مستقرة ، اقتصادها حتى و إن عانى يبقى مستقرا ، الانظمة بها غير دموية على الاطلاق مقارنة بالانظمة الجمهورية ، فمثلا في الوقت الحاضر شاهد العالم العربي فظائع النظام السوري البعثي الجمهوري ، فهل هنالك ملكية عربية فعلت ما فعله هذا النظام من كوارث؟.

طبعا النظم الملكية ليست ملائكية، وبها انحرافات عديدة، لكنها دائما تبقى ضمن المستويات القابلة للاستهلاك ، لكن على كل ملك وأمير ومسؤول أن يكون انتقائيا، أن يختبر كل شخصية ، كل اسم ، كل موظف في موقع حساس ، فالنجاح لذلك الشخص نجاح شخصي ذاتي ، أما الفشل أو الانحراف ، فيلام به المسؤول أولا .

فمثلا في الأردن وبالرغم من شح موارد الاقتصاد الذي يتلقى ضربات بين الحين والآخر ، الحروب المشتعلة في الاقليم ، الصراعات القريبة ، الحدود المستهدفة ، عدم الاستقرار الدولي ، لم يتأثر الاردن كثيرا مقارنة بالمحيط ، بقيت الدولة ثابتة ، مؤسساتها تعمل لا بل تتطور ، نظام حكم دافئ ، صورته نظيفة مشرقة ، لم يسحل اردنيا يوما بالشارع أو تراق قطرة دم واحدة لأردني ، علاقة متوازنة مع مختلف اطياف الشعب الاردني ، تحظى الاقليات في الاردن بحرّية واسعة هي الافضل في المنطقة ، الدينار ثابت ، الامن مستقر و ينال باحترام الشعب و ثقته ، كل هذه المميزات ، اوجدها نظام حكم ملكي ، و يتكرر هذا المشهد في مختلف الملكيات العربية بتفاوت التفاصيل.

لذلك مهما تخبّطت الملكيات العربية ، على الشعب العربي أن يتمسك بها ، لأنّها مفتاح استقرار الدول و راحة الشعوب ، و الشواهد كثر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :