بعد خمسة عشر شهرا من التدمير الممنهج لقطاع غزة قدر برنامج الامم المتحدة الإنمائي كلفة إعادة إعمار غزة بما يصل الى أربعين مليار دولار .

وبعد خمسة أيام من الحرائق المهولة التي أتت على أحياء أثرياء العالم في لوس انجلوس الامريكية قدرت مؤسسات مالية الخسائر من ٧٠ إلى ١٣٥ مليار دولار منها عشرين مليار خسائر شركات التأمين والتي هبطت أسهمها في أسواق المال .

غزة تم تدميرها بمختلف أنواع الأسلحة الأمريكية وعلى مدى أشهر طويلة أما لوس أنجلوس فدمارها كان في خمسة أيام وبسلاح رباني واحد النار والرياح ، أتظنون ان هذا كان مصادفة ؟؟.

الذين لا يمتلكون اليقين بعدالة السماء سيقولون مجرد مصادفة ، أما الذين يدركون أن الظالم المجرم لن يفلت من عقاب الله فانهم على يقين أن ما حدث في لوس أنجلوس لم يكن مصادفة ، وأن على الامريكيين أن يقيموا صلوت الشكر لله أن لم تتسبب الحرائق بخمسين الف قتيل كما هو الحال في غزة ، وأن يدركوا أن ما حدث حتى الأن مجرد إنذار مخفف .

الظلم والقتل الذي اوقعته امريكا على العديد من شعوب العالم ومنها على وجهه الخصوص في اليابان وفيتنام وافغانستان والعراق وغزة فاق ما أقترفه جبابرة التاريخ مجتمعين حتى اليوم ولا توجد بقعة على وجه الارض إلا وشهدت شيئا من الظلم الأمريكي فيما تفوق إجرامهم في الحرب على العراق وغزة على كل ما أقترفوه في بقية دول العالم .

إن في التاريخ روايات عن نتائج الطغيان والظلم تصلح عبرة لمن يعتبر غير أن غطرسة القوة والاستعلاء تعمي البصائر عن الحقيقة وعن العدالة التي وحدها تحفظ الحضارات من الأنهيار والزوال .

سيواصل الرئيس ترامب نظرته الأستعلائية الى العالم والتلويح بالبطش والحريق لتنفيذ سياساته وحماية ودعم عصابة الاحتلال المتعصبين في تل ابيب ولكن يد الله لن ترسل طائرات الشبح للدفاع عن المظلومين المدافعين عن ارضهم وعرضهم ولن تسقط القنابل الثقيلة على واشنطن فلله جنود لا نتوقع متى وأين ينتقمون ، بشرارة من عود ثقاب أو من فايروس لا يرى بالعين المجردة أو من زلزال أرضي أو ريح صرصر عاتية ، أو يضرب الظالمين ببعضهم .

الأمر المؤكد أن الظلم والأجرام لن يستمر والظالم سينال جزاءه وإن لم نشهده ، وأن الطغاة على مر التاريخ سقطوا إلى مزابل الحضارة الانسانية .

أما الذين يرتعدون من قدوم دونالد ترامب فسيكتشفون انه سيتراجع ويتواضع أمام ارادة الشعوب المقاتلة وأمام حركة الوعي العربي ألتي تتبلور ببطء بعد أن ازاحت عنها حرب غزة الغبار والضباب والتيه .

إبتداء من نهاية هذا الشهر سنشهد غطرسة مزدوجة في المنطقة نتنياهو وترامب معا لذا اقول واثقا بأن حرائق لوس انجلوس وبلا شماتة ترفضها اخلاقنا ليست إلا جرس انذار بان الظلم مرتعه وخيم.