سكجها يكتب: كلام حميم في عيد ميلادي!
باسم سكجها
10-01-2025 10:58 PM
عوّدت قلمي على الكتابة، كل خمس سنوات، عمّا مرّ من العُمر، وحين بلغت الستين كتبت، فوصلني تعليق حكيم لا أنساه، يقول: إنتبه، فما بعد الستين ستمضي السنوات بأسرع ما تعتقد!
طبعاً، لم أنتبه، ولكنّ السنة كانت تجرّ السنة، كما الثانية تسبق ثانيتها وثالثتها، وحين وصلت إلى الخامسة والستين، فكّرت وفكّرت كثيراً على رأي نزار قباني، فلم أكتب حسب العادة المستقرّة منذ عشرات السنوات.
أكتب اليوم لأنّ السنوات لا تمرّ فحسب، بل صارت بركاناً يغمر العُمر، أو بقايا بقاياه، وأكتب لأنّ السنة الفائتة كانت إعصاراً على جميع الجميع في بلادنا، وأنا منهم بالطبع.
كلامي شخصي، ولكنّ الكلام العام عندنا لا يُفصل عن الخاص، فقد ظننا أنّنا مررنا بالنكبات والنكسات، تلك التي تركت ندوباً على أجسادنا وفي أرواحنا، ولكنّ ما جرى ويجري يكسر القلوب، ويُشظّي الأرواح.
صحيح أنّ عيد ميلاد الشخص مناسبة للإحتفال بأنّه مرّ من المُرّ، وسيأتي ما هو أجمل، ولكنّ مرارة لم أعرف طعمها من قبل تنهيني عن الحفل، وتُشعرني بمضيّ العُمر دون فرحة كبيرة، يقفز فيها القلب.
غنّى فريد الأطرش، للشاعر الجميل كامل الشناوي: "عُدت يا يوم مولدي، عُدت يا أيّها الشقي!"، وها هو عيد مولدي يأتي اليوم، أفرح فيه بما عشته من حبّ وسفر وخمس بنات وإبن وأحفاد غاليين وحبّ والدين، وهو مجرد كلام أكتبه قبل أن يقنصني الرحيل بطلقة عابرة، ولعلّ في العُمر بقية!