المومني يكتب: قرار العمل والعمالة السورية .. هل تكون سببا في خسارة تعبنا؟
د. ثابت المومني
10-01-2025 12:29 PM
ملخص المقال ( انصح الحكومة بتأجيل تنفيذ قرار تنظيم العمالة الوافدة على العمال السوريين حتى شهر تموز 2025 لما يخدم المصالح الاردنية العليا).
إن اخشى ما اخشاه جراء قرار وزارة العمل الأخير والذي يقضي بمشروطية حصول العامل السوري على تصريح عمل اسوة بغيره من العمال غير الاردنيين ان يضر بالمصالح الاردنية العليا.
فلا احد ينكر ان الاردن كان سباقا في استقبال كل الهجرات العربية واخرها كانت الهجرة السورية والتي لا زالت حاضرة بين ظهرانينا حيث عاش السوريين بيننا اخوة احبة نتقاسم معهم كل شيء.
اليوم ومع التغييرات الجديدة في سوريا نرى السوريين وفي احتفالاتهم بالنصر يعبرون عن عظيم شكرهم وتقديرهم للاردن قيادة وملكا وشعبا وحتى حكومة على ما قدموه للسوريين خلال هجرتهم حتى وصل الامر بهم اصرارهم على الاردنيين لزيارتهم في سوريا بعد اعادة اعمارها كتعبير عن جزء من رد الجميل للاردن والاردنيين.
قصه اخرى جميلة أراها في سوريا حيث بات العلم الاردني اكثر الاعلام تألقا خفاقا على الاراضي السورية حيث بتنا نراه مرفوعا جنبا الى جنب مع العلم السوري الجديد وذلك تعبير عن التقدير والاعتزاز من الشعب السوري للاردن وللاردنيين .
هذه الظاهرة لم نراها منذ اكثر من 50 عاما قد حدثت على الارض السورية في العهد السابق.
مثل هذه الظاهرة لها دلالات كبيرة يفهمها الكثيرين ممن يخططون لبناء علاقات قوية مع سوريا تعود بالنفع الامني والسياسي والمجتمعي والاقتصادي على الاردن.
عمليا قدم الاردن كل شيء لسوريا اثناء محنتهم حتى ان السوريين نافسوا الاردنيين في مصدر رزقهم في كثير من المجالات، ورغم كل ذلك فإن التعايش بين الشعبين كان على اروع واجمل صوره.
اليوم يأتي قرار وزارة العمل (لتنظيم العمالة الوافدة) رغم ضرورته الى انه جاء توقيت تنفيذه ليفسد كل شيء، فهذا القرار يقضي بضرورة حصول السوريين على تصريح عمل بدءا من مطلع هذا العام 2025 وبغير ذلك سيتم ايقاع مخالفة على صاحب العمل تقدر ب 800 دينار كحد ادنى ، وفعلا قامت وزارة العمل وكوادرها مع الجهات الامنية والمعنية بهذا المجال بتطبيق القرار بحذافيره وكانت ردة فعل اصحاب العمل في الاردن الاستغناء عن العمالة السورية بكل سهولة ، الامر الذي جعل هذه العمالة تجلس في بيوتها في الوقت الذي يعد السوريين العدة للعودة الى بلادهم انتظارا لانتهاء العام الدراسي ، ناهيك عن ظروف تتعلق بحاجتهم الى القليل من المال لاجل تكاليف السفر ونقل العفش والعودة.
اليوم ومع قرار وزاره العمل وتنفيذه ، نخشى ان نفقد كل ما قدمناه من جميل للاخوة السوريين حيث ان من طبع البشر ان ينسى وان لا يغفر لمن قدم له الخدمه طول العمر بمجرد ان نقع في خطا بسيط بحقه كحرمانهم من العيش في اخر اشهر اقامتهم في الاردن بعد ان عاشوا طيلة ١٣ عاما كاردنيين في معيشتهم .
اليوم ومع قرار الترحيل القسري غير المعلن سيعتبر السوريين الذين يعيشون في ضنك وعوز كبير بأن الاردنيين قد أذاقوهم عيشة الذل والهوان في اخر غربتهم حيث انهم بواقع معيشي لا يحسدون عليه الا القليل منهم حيث يفتقرون الى المال الذي يحتاجون اليه للعودة الى بلادهم ناهيك عن اضطرارهم للبقاء وعدم العودة حتى انتهاء العام الدراسي الحالي.
من هنا وكي لا نخسر ما بنيناه من علاقات ود وحسن جوار ومحبة وتعايش مع الاخوة السوريين خلال لجوئهم كضيوف في الاردن ، فانني اقترح على الحكومة تأجيل تنفيذ قرار حصول العامل السوري على تصريح عمل حتى بدايه شهر تموز 2025 القادم تزامنا مع انتهاء العام الدراسي وبعد ذلك يتم تطبيق القرار بحذافيره دون الاشارة او الطلب من الاخوة السوريين بضرورة عودتهم الى بلادهم قسرا كي لا يفسر مثل هذا الامر بطريقة اخرى حيث ان تطبيق قرار وزارة العمل بعد انتهاء العام الدراسي سيجبر السوريين بالعودة الى بلادهم اختياريا بشكل لائق ونكون نحن في الاردن قد قدمنا ما بوسعنا في خدمتهم وضيافتهم طيلة 13 عاما.
لن اطيل في مقالتي هذه متمنيا ان تصل هذه الرسالة الى الحكومة الرشيدة لعلنا ننال الأجر عند الله اولا وان ننال حب الشعب السوري للاردن وللاردنيين ، وفي ذلك ابعاد ايجابية كثيرة ستخدم مصالح البلدين.