ثلاث صور .. بين العسكر و الجند
عمر كلاب
11-06-2011 03:28 AM
ابان الانتفاضة الاولى كان مشهد العسكر الاسرائيلي و هم يكسّرون اطراف الشباب الفلسطيني، اكثر الصور ايلاما في الذاكرة و الوجدان ، كانت الصورة التي نجح مصور في التقاطها خلسة انقلابا انسانيا في العطف والتعاطف مع الفلسطينيين عالميا و كانت شرارة مظاهرات اجتاحت العالم العربي و انتهت الصورة بوسم حكومة رابين انذاك بأنها حكومة تكسير العظام .
رحل رابين و رحلت حكومته و نجحت الانتفاضة الفلسطينية الاولى لأول مرة في خلق واقع جديد افرز سلطة وطنية فلسطينية و قبلها اعلان استقلال , وظلّت الصورة للعسكر الاسرائيلي مائلة كدليل على الخزي والعار كما اعترف جنرالات الصهاينة .
الصورة الثانية كانت امس و نحن نشاهد اعتلاء العسكر السوريين ظهر مواطن سوري لالتقاط صورة تذكارية على صهوة ظهره رافعة اشارات النصر ، بعد ان اوسعوه ضربا و تنكيلا و في كل ركلة كانت العبارة تخرج بكل ثقة « هذه للديمقراطية ، و هذه للشهداء و هذه للحرية « يا اعوان اسرائيل , وبشكل مؤذ لكل المشاعر كان الكهل السوري يصرخ تحت ضربات العسكر متوسلا ، لكن العسكر كانوا يمارسون طقسهم بتلذذ شديد .
ظل العسكري السوري خارج حسابات الصراع طويلا وان كان ظلّه حاضر في المشهد السوري ، الى ان كسر هذه الظلال و تساوق في اذهان كثيرين بأنه نموذج للطغيان والقتل و الظلم ، على عكسها صورة الجند في ثورات الربيع العربي ، فما زالت صورة الجندي التونسي وهو يرفع طفلة على صهوة دبابته ماثلة او تلك التي استلم فيها الجندي وردة من متظاهر .
في مصر كتب المتظاهرون شعاراتهم على دبابة الجند و لم نسمع ان جنديا قتل متظاهرا وأعاد الجند بهاء صورتهم في تونس و مصر على التوالي و بشكل نسبي في اليمن .
العسكر في سوريا دخلوا اللعبة السياسية من بابها غير النظيف و غير المريح ، و كان الامل ان يعتلي العسكري اياه صهوة دبابة المحتل لا ظهر المواطن السوري .
في الصورتين كانت المقاربة بين الجند والعسكر، فالجندي قيمة اجتماعية و بشرية هائلة ورسول الله عليه افضل الصلاة و السلام لم يتحدث يوما الا عن الجند وقال جند الاردن خير اجناد الارض فما زالت صورة المرأة الكركية و هي تحمل « صينية الافطار و ابريق الشاي « للجنود في الكرك بعد هبة نيسان هي الماثلة في اذهاننا ووجداننا و ما زالت صورة الجندي طاهرة طيبة و ستبقى الى ان يرث الله الارض و ما عليها فنحن خير اجناد الارض وكل عام والجند و قائد الجند ووطن الجند بالف خير .
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)