الطاقة وتأمينها اخطر مِلَفّ أمام الإدارة السورية الجديدة
لؤي الجرادات
09-01-2025 11:47 PM
قيادة جديدة شابة استلمت زمام الأمور ، ورجال المهمات الصعبة يواجهون مهمة أشبه بالمستحيلة، وهي شريان اعادة الإعمار، لقد وقفت سوريا اليوم شامخة ونفضت عنها عهد الظلم والظالمين، وهنالك حرب جديدة بانتظار السوريين، حربا مع اطماع القُوَى المتصارعة ومعركة مصيرية والملف الأهم على الإطلاق.
انه امن الطاقة السورية ليس مجرد كهرباء أو وقود بل اختبار قوة الإرادة لقيادات نالت ثقة السوريين وأثبات قدرتها على استعادة السيادة على ثروات الوطن السوري حيث تواجه القيادات الجديدة مشكلة حقول النفط المنهوبة ومحطات الكهرباء المدمرة، والشعب يعيش ظلاما يمتد إلى أبعد من الليل ، بكل وضوح انهم أمام معركة استعادة الموارد ورفع العقوبات وبناء اقتصاد يحمي كرامة السوريين جمعيا، في عالم تتصارع فيه القِوَى العالمية على كل قطرة نفط ، هل ستنهض سوريا وتكتب فصلا جديدا من الثَّبات والسيادة.
امن الطاقة التحدي السوري الأكبر تحدي مركَب اتحدي في غاية الحساسية يتأثر بالأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ، سوريا اليوم تعاني أزمة خانقة في امدادات الطاقة ، تفاقمت بسبب الحرب المستمرة منذ اربعه عشرة سنة ، أدت إلى تدمير واسع في اللبنية التحتية وتراجع مذهل في الإنتاج المحلي من النفط والغاز بالإضافة إلى العقوبات الدولية والتنافس الجيوسياسي على موارد الطاقة.
النظام الساقط نهب خيرات وثروات البلد والعباد ، ومن اهم محاور هذا الملف الشائك تامين امدادات مستقرة من الطاقة لتلبية احتياجات المواطنين والقطاعات الإنتاجية والاقتصادية وحماية موارد الطاقة المحلية من التهديدات الأمنية والسياسية ، وتنويع مصادر الطاقة والتقليل من الاعتماد على النفط واستدامها خاصة ان استمرت العقوبات الدولية على سوريا.
حتى تعلم كم هو حجم التحدي الذي يواجه القيادة السورية اليوم ، كانت سوريا قبل الحرب تنتج حوالي 400 ألف برميل يوميا ، واليوم لا تتجاوز انتاجها 25 ألف برميل يوميا، اي بنقص 375 ألف برميل يوميا ، ولك ان تتخيل حجم تأثيرهذا النقص الحاد والانقطاع على القطاعات الحيوية في طول البلاد وعرضها، ولك ان تعلم ان انقطاع الكهرباء في العاصمة دمشق يزيد عن عشرين ساعة يوميا وبالقرى والأرياف لا يوجد كهرباء منذ سنوات طويلة ، فضلاً على حجم المعاناة في تامين المحروقات وغاز الطهي من الخارج بسبب العقوبات وابرزها قانون قيصر الذي يفرض عقوبات صارمة على قطاعات الحيوية أهمها قطاع الطاقة، مما يزيد من الصعوبات البالعة في استيراد النفط والحصول على تقنيات تعيد تأهيل البنية التحتية النفطية.
ان النزاع في مناطق شرق الفرات وشمال البلاد الغنية بالنفط والغاز وخطر الهجمات على خطوط الأنابيب ومحطات الضخ والتكرير من قبل الجماعات المسلحة وبعض فلول النظام الساقط والتنافس بين القِوَى الدولية الكبرى مثل امريكا وروسيا وتركيا لسيطرة على موارد الطاقة السورية، وبقاء العقوبات التي تعيق من قدرة الإدارة الجديدة على تامين الإمدادات ، لا يتوقف الأمر هنا بل وتنعاني ألأدراه الجديدة من نقص التمويل لإعادة تأهيل البنية التحتية النفطية المدمرة ، والتحديات الاجتماعية التي تدور حول ارتفاع اسعار الوقود الذي له تأثير كبير على معيشة المواطنين ، ناهيك عن نقص الكوارد البشرية المؤهلة نتيجة هجرات المهندسين والخبراء، ومن أولقوا حتفهم في اثناء المعارك .
على الرغْم كل ذلك هنالك الكثير من الفرص أمام الإدارة السورية الجديدة لتحسين امن الطاقة عبر اعادة.
السيطرة على الموارد ومصادر الطاقة السورية بواسطة التوصل إلى اتفاقيات وتفاهمات سياسية مع القِوَى المحلية مثل قوات سوريا الديمقراطية بما يسهم في استعادة القدرة على أنتاج النفط ، و التفكير في توسيع مصادر الطاقة المتجددة خاصة في المناطق الريفية ، ودعم المبادرات المحلية لتوفير الكهرباء قد يكون حلا سريعا
ان التعاون مع دول الإقليم العربي مثب السعودية وقطر والكويت والإمارات والدول المجاورة كالأردن وتركيا ولبنان والعراق سوف يساهم في حل مشكلة الطاقة وتحديات نقصها على المجتمع السوري.
وبعدها السعى لجلب استثمارات دولية وعلى الإدارة الجديدة في دمشق ان تستفيد من خبرات الكويت في تأهيل قطاع النفط بعد حرب الخليج الثانية ، والاستفادة من تجربة ليبيا والعراق في تأهيل مصادر الطاقة بعد الحروب التى عصفت بها ، ان الوعي للأهمية التعاون مع الشركات الكبرى المتخصصة في النفط والغاز مثل ارمكوا السعودية ، أوشركة البترول الكويتية، أو سينويك الصينية ، أو توتال الفرنسية أو لوك اويل الروسية وغيرها .
ان الإدارة السورية الجديدة بحاجة إلى الدعم والأسناد من المجتمع العربي والإقليمي والدولي، ورفع العقوبات عن قطاع الطاقة ما يتيح لها الوصول إلى التقنيات والخبرات، والتدريب للكفاءات السورية والحصول على منح وقروض لأعاده الأعمار ، مع ظمآن الشفافية في استخدمها.
مهمة صعبة أمام الإدارة السورية الجديدة وتحديات كبيرة ، لكنها لا تقارن بالإنجاز الذي حققوه بسقاط نظام الاسد ، وكلي ثقة ان ملف الطاقة لن يكون عائقا أمام الإرادة الفولاذية لسوريين ونحن نرى ان الإدارة الجديدة تبذل قصار جهدها لتحقيق امال السوريين والوقوف على متطلباتهم حتى اليوم كافة الجهود والتحركات والاجتماعات والزيارة تؤكد ان ألأرداه الجديدة على الطريق الصحيح والله معهم لما فيه خير الشعب السوري والأمة العربية والإسلامية.