البنك
قلت لابني علي البالغ سبع سنوات من عمره وهو يرافقني إلى البنك، لنصرف شيكا صادرا باسمه، سيسألونك في البنك عن اسمك واسم أبيك، فتخبرهم. فتساءل مستغربا: وهل يوجد ناس في البنك؟ كنت احسبه كمبيوترا نستخرج منه النقود أو نضعها فيه.
كان جيلنا يروي قصصا عن الرجل الذي قال للمجيب الآلي في الهاتف حين دعاه للتأكد من الرقم، يا أخي، والله إني متأكد من الرقم. وأمي تسمي الاتصال الآلي الذي يدعو المشتركين لتسديد الفواتير "الغولة".
سلمى صديقة العالم
تبتسم سلمى لكل الناس، وتستقبلهم بحفاوة، وتمازح الزملاء والمراجعين، ويعود الرجال إلى بيوتهم وأعمالهم وحياتهم اليومية، كل واحد منهم يحدث أصدقاءه عن الصبية الجميلة التي تعشقه.. وأنها ولا بد متأثرة بشخصيته الآسرة وثقافته الغزيرة.
الكمبيوتر
قال لي ابني الصغير: اشتر لنا يا بابا سيارة، قلت له: لا أملك النقود، قال: ولماذا لا يمنحنا الكمبيوتر نقودا؟
أفعى
يسير الطفل وحده خائفا في الجبال والأودية والقفار، تهرب منه عندما اقترب منها أفعى هائلة تبدو قادرة على ابتلاعه، واختفت مذعورة مسرعة مثل البرق، وقف في مكانه متجمدا غير قادر على المشي!
كاريكاتير
حين رأيت بانتباه للمرة الأولى في حياتي كاريكاتيرا في الصحيفة، وكان عمري ست سنوات ظننتها كائنات حقيقية تعيش بيننا على هذا الكوكب، وكنت أسير مرة وحدي في جبال موحشة مشحونة بالذكريات والأحداث والحروب والنزاعات الأهلية، فرأيت من بعيد كائنا أو شيئا يجلس تحت شجرة الفقيرة، فرجعت إلى البيت الذي يبعد خمسة أميال أركض خائفا مذعورا، وأخبرت الكبار أني رأيت كاريكاتيرا يجلس تحت الشجرة، ولكن أحدا لم يأخذ كلامي على محمل الجد، ولم يكن لدى أحد مزاج حتى للضحك مني، ثم عدت برفقة أخي الكبير، ومررنا بالشجرة، كان الكاريكاتير ما يزال يجلس تحت الشجرة، يدخن وبجانبه حماره، رافقنا في الطريق حتى وصلنا البلدة.
اليوم وبعد اثنتين وأربعين سنة من الحادثة، وأتذكر كلام الرجل وسلوكه، ماأزال أعتقد وبإصرار أنه كاريكاتير!!
صراف آلي
تقول الطفلة الصغيرة لأبيها لماذا لا تحضر صرافا آليا إلى البيت، ليعطينا النقود كلما احتجنا إليها.
كتاب
قرأت كتاب المؤمن الصادق، من تأليف أريك هوفر.. انتهت القصة.
(الغد)