ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها مهاجمة وحدة الصف الأردني، سواء كان الهجوم مباشراً أو غير مباشر. ففي وقتٍ نحن نعيش فيه في مملكة آمنة مستقرة وسط إقليم ملتهب، تأخذنا الأعين إلى ما يحدث حولنا، فالأمن والاستقرار الذي نعيشه اليوم في وطننا الحبيب هو بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، وقوة أجهزتنا الأمنية، ووحدة صف المجتمع الأردني بشكل عام.
وإذا كان البعض لا يرى في الهجوم الأخير سوى مسألة بسيطة، فإنه في الحقيقة يحمل في طياته فكرًا قد يستهدف وحدة وطنية تشكلت على مدار سنوات طويلة من العمل المشترك والتضحية. في الأيام الماضية، شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف يتم تشويه صورة الأجداد الذين أفنوا حياتهم فداء لهذا الوطن وفداء للقدس والأقصى، هؤلاء الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل أن نبقى هنا في هذا الوطن الطيب.
الحديث عن هؤلاء الأجداد ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو تذكير لنا بأهمية ما قدّموه في بناء هذا الوطن، وكيف حاربوا من أجل أن يظل الأردن شامخًا في وجه التحديات. هؤلاء الأجداد الذين جعلوا من الأردن وطناً يحتذى به في الصمود والوحدة، وكانوا دائمًا على استعداد لتقديم أرواحهم فداءً للثوابت الوطنية.
نحن اليوم، في هذا الوطن العزيز، نعيش معًا في محبة وأخوة، نكمل مسيرة العطاء التي بدأها الأجداد. وكلما زادت التحديات من حولنا، أصبح لزامًا علينا أن نغلق جميع المنافذ أمام أولئك الذين يكرهون هذا الوطن الحبيب، أو الذين يحاولون زرع الفتن بأي طريقة كانت. كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله: "وطننا هذا عظيم بكل واحد فيكم، فلا تسمحوا لأحد أن يقلل من قيمة منجزاته التي صنعتموها أنتم، ولا تفتحوا بابًا لحاقد أو جاهل، فلنكن جميعًا بحجم الأردن ومكانته، وبمستوى شعبه وطموحاته."
إننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى الحفاظ على وحدتنا الوطنية والتأكيد على أننا جميعًا أردنيون ننتمي إلى هذه الأرض الطيبة المباركة. لا مكان للفرقة بيننا، ولا مجال لأحد أن يحاول زعزعة وحدة صفنا أو أن يزرع الفتن بطرق غير مباشرة. فما نحن فيه من استقرار وأمن هو نتيجة لتكاتفنا وتعاوننا جميعًا.
حمى الله الأردن ملكًا وشعبًا، وجعل من هذا الوطن العظيم مثالًا يحتذى به في الوحدة والإنجازات والازدهار.