تواصل الدوائر الإسرائيلية ثرثراتها عن خارطة شرق أوسط جديد تارة على لسان وزراء متطرفين في حكومتها وتارة أخرى على شكل بوستات تنشر على حسابات رسميه أو أخبار ومقالات لصحافيين قريبين من دوائر الحكم في تل ابيب.
ولا يمكن التغافل أو عدم الإكتراث لهكذا تخرصات والتي تفضح مكنون الطبقة اليمينية الحاكمة ونوازعها في العدوان والتوسع تأسيسا على سرديات توراتية مزعومة وهي طبقة لا يردعها قانون دولي ولا منظمات اوقضاء دولي إلا الإستعداد والتصدي لها من قبل الأطراف العربية التي اشتملت تلك الخرائط على أجزاء من اراضيها إضافة لفلسطين بطبيعة الحال.
يحدث هذا الغلو وآستعراض القوة من جانب تل ابيب جراء حالة التشرذم العربي وإنشغال معظم دوله بشؤونها أو نزاعاتها الداخلية ومن المؤمل أن يتدارك العرب كدول مهددة أو كنظام عربي الموقف قبل فوات الأوان وبغيره فإن كل دولة عليها ان تعد نفسها لأي سيناريو يقوم به الكيان العبري الذي لا يؤمن جانبه.
إن إسرائيل تجر المنطقة من جديد إلى الحروب والصراعات المسلحة رغم ما لحق بها من إنهاك وضربات في داخل المجتمع الاسرائيلي أو ما لحق من ضرر بصورتها عالميا في عام مضى، وما صدر عن محكمة الجنايات الدولية ضد نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت بأنهما إرتكبا جرائم ابادة في غزة ،كما أن مطاردة قضاء الدول لجنود الإحتلال لدى سفرهم إليها ما هي إلا نتائج للسياسات الإسرائيلية المنتشية بقوة السلاح وسفك الدماء .
مجرد نشر هذه الخرائط سوف يزيد من تعرية إسرائيل أكثر وتدفع شعوب المنطقة للاستعداد والتحضر إلى مقارعتها بكل الوسائل كما فعل ويفعل الأشقاء الفلسطينيون على مدى ١٦ ستة عشر شهرا في الدفاع عن أوطانهم ومقدراتهم في وجه مشروع إستعماري دخيل .
* أ . د . محمد المصالحة
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية