مؤكد أن من يخشى الله تعالى في القول والعمل والسلوك ، محصن بحفظه جلت قدرته ، وليس له أن يخشى احدا من العالمين مهما تجبر وتكبر وعلا شأنه في الحياة الدنيا.

نستحضر في هذا المقام قول الله .. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا تحتسب.

كلام الله هنا جامع مانع شامل، ولعل من يتولون قدرا من المسؤولية عن حياة الناس وشؤون حياتهم ، هم في طليعة من يفترض أن تكون مخافة الله وخشيته وحده في إتخاذ القرار والموقف والإجراء، هي هاجسهم وموضع حرصهم في مجمل مسؤولياتهم.

هذا يعني أن لا مكان للمحاباة أو الظلم والتهميش والإقصاء أو التنفيع للمحاسيب على حساب مصالح الكافة.

الله يمهل ولا يهمل وهو تعالى بالمرصاد في الدنيا والآخرة لمن لا يخشاه ويتوهم أن الدنيا طوع يديه يفعل فيها ما يشاء دونما تقدير لعظمة عجائب قدرة الله سبحانه.

الخشية يجب أن تكون من الله وحده ، فلا احد في هذا العالم مهما إمتلك من أسباب القوة والجبروت بمقدوره أن يتحدى قدرة الخالق جل جلاله.

كل ما في هذا الوجود هو من عند الله ، ولا سلطان لأحد علي هذا العالم إلا بإرادة الله ، والتاريخ شاهد على إندثار أمم وإمبراطوريات وجبابرة نسوا الله فانساهم أنفسهم.

لكل صاحب منصب في عالمنا المنفلت من عقاله اليوم ، تذكروا جيدا أن من إتقى الله وعليه توكل وخشيه وعرف قدره واطاعه سبحانه ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اما من غفل وخشي عباد الله وتعامى عن خشيته جلت قدرته ، فمسكين غافل ويا حسرة عليه في الدارين.

الله من أمام قصدي.