facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إربد: مدينة الدواوير أم مدينة غينيس ؟


هاني هزايمة
09-01-2025 07:33 AM

إذا كنتَ من زوار مدينة إربد أو من سكانها، فلا بد أنك قد وقعت في حب الدواوير، سواء أردت ذلك أم لا. فإربد، ثاني أكبر مدينة في الأردن، لم تعد تشتهر فقط بالجامعات أو المقاهي أو حتى أكلات الكنافة، بل أصبحت تُعرف الآن باسم "مدينة الدواوير" بامتياز.

في السنوات الأخيرة، يبدو أن بلدية إربد قد اتخذت قرارًا مصيريًا: "لن نترك شارعًا دون دوار، حتى لو كان عرض الشارع لا يتجاوز مترين". وبهذا النهج الطموح، أصبح المواطن الإربدي يعيش في حالة من "الدوران المستمر"، ليس بسبب الحيرة في حياته اليومية، بل بسبب الدواوير التي تملأ شوارع المدينة.

حتى إن البعض بات يعتقد أن البلدية تتبع خطة سرية لتحقيق رقم قياسي عالمي في عدد الدواوير، ربما بهدف دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وما يدعو للسخرية هو أن هذا الإنجاز، إذا تحقق، قد يكون أول إنجاز في العالم يُقابل بتذمر سكانه بدلًا من فخرهم.

في إربد، تجد كل أنواع الدواوير التي قد تخطر على بالك. هناك الدواوير الصغيرة التي بالكاد تتسع لسيارة واحدة، وهناك الدواوير الكبيرة التي تشعر أنها تحتاج إلى دليل سياحي لعبورها. وهناك الدواوير الغريبة التي تُشعرك وكأنها وضعت لتكون فخًا للسائقين، إذ تخرج منها وأنت لا تعرف إلى أين تذهب!
عندما تسأل عن السبب وراء هذا الهوس بالدواوير، يأتيك الجواب بأن الهدف هو "تنظيم حركة المرور". لكن الحقيقة هي أن هذه الدواوير أصبحت مصدرًا للفوضى المرورية بدلًا من حلها. فبدلًا من أن تساعد في تخفيف الازدحام، أصبحت تُسبب الحوادث وتجعل السائقين يدورون في حلقات مفرغة، حرفيًا ومجازيًا.

ويبدو أن فكرة التخطيط الهندسي ليست أولوية في إربد. فالدواوير تُنشأ عشوائيًا، وكأنها تُرسم على الورق أثناء جلسة شاي، ثم تُنفذ على أرض الواقع دون دراسة أو تخطيط.

المواطن الإربدي، الذي يتمتع بروح الدعابة رغم كل شيء، لم يفوّت فرصة السخرية من هذه الظاهرة. البعض يقترح أن تُوزع البلدية دواوير صغيرة لكل مواطن ليضعها أمام بيته، حتى يشعر بالمساواة مع باقي الشوارع. وآخرون يقترحون تحويل المدينة إلى "متحف عالمي للدواوير"، مع تذاكر دخول للسياح الذين يرغبون في تجربة الدوران.

في النهاية، لا يمكننا إنكار أن إربد مدينة جميلة ومليئة بالحياة، لكن الدواوير أصبحت رمزًا للفوضى الهندسية والتخطيط العشوائي. إذا كانت البلدية تسعى لتحقيق إنجاز عالمي، فربما يجب أن تبدأ بتحقيق إنجاز محلي: تخطيط مدروس وتنظيم حقيقي لحركة المرور.

ولأن الإبداع لا حدود له، فأقترح على بلدية إربد إطلاق بعض الأسماء بعض الدواوير، مثل "دوار الحيرة" و"دوار النسيان".

وحتى ذلك الحين، سيبقى المواطن الإربدي يدور في دوامة الدواوير، يتساءل: "هل نحن في إربد أم في برنامج تدريب رواد الفضاء؟".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :