عمان تصنع توافقات وتقود مبادرات انسانية بطعم سياسي
هشام عزيزات
08-01-2025 04:05 PM
إن كانت انشغالات عمان، منذ اندلاع حرب الإبادة الأولى ، قد تصدر لحين البعد السياسي تحت بند الإسناد وتوضيح المشاهد العسكرية المؤلمة كأن غول بشري برز كمشهد مقزز في العدوان على غزة واهاليها العزل، فصاغ موقفا بدون بلاغة اللغة وجزالة اللفظ ما يمكن أن يكون الأردن بمبادرته في حدودها الانسانية انذاك ،لكنه صار حبيس توفير الممكن من الدعم المادي" معونات" برفقة دعم معنوي سياسي اعلامي، اثمر بأكثر مماهو مطلوب.
فما كان عل الاردن في حرب لبنان الظالمة ، التي اقتربت من وصف الإبادة الثانية التي فرضت عليه ان نغوص في دفاتر التاريج ما قبل الجلي والجلي الواضح، الذي يذوب فيه النكران والجحود والتقاعس وبمايدلل عن التزام أردني نحو القريب الجار وبيننا وشائج قوية صعب ان تنفك او تنقلب عليها، فما ان صارت عمان محجة القيادات سياسية سيادية لبنانية لبنانية روحية حزبية َعسكرية من مستويات رفيعة الشأن وقيادات من المجتمع المدني الحزبي والروح، ان لاذت لعمان في فترات احيانا قريبة من الحدث او بعيدة من ناحية الزمن، الي ان رشح من بيروت وهي تحت خط النار ان شاع تفكير بتبني الأردن لمبادرة سياسة تجعل من عمان وبغطاء دولي كفرنسا قد ياخذ أيضا شكل مؤتمر لإعادة اعمار لبنان الأمر الذي يضع عمان مجددا في مسؤولية قومية هي في وقتنا البائس قيمة مضافة والزمن عزت فيه هذه القيم.
ولما يحيط بك قوس أزمات وجغرافيتك مغرية وقيم مضافة لها تدفع لخطواتك ان تكون رزينة، في مسالك الحياة لذا عليك ان تدرك انك منذور وتحظى بعناية رب السماء، لما في جوفك من مناجم من حضارات وبقايا حضارات، واثار لحقب ما قبل التاريخ وما بعده جملت وزينت من وجودك المادي، في محيط مبلي بالتشوهات ليس فحسب بالشكل، بل بالعقل أيضا وكيف يمنحك القدرة على التفهم وإدارة الشؤون التي تعترضك بالحياة.
حينها لا يجوز ان تصغر اكتافك، او تبدي تذمرا من أحمال تنؤ بها وتثقل خطواتك نحو صالح البلد ومواطنيها، فهاهنا ارتسمت رسالتك التي من الطبيعي، أن تنطبع بكل مفاهميك ولغتك و علاقاتك وفهمك للازمات الداخلية، التي من الطبيعي أن تواجهك والخارجية، التي الكثير منها تفرض عليك ما دمت من حملة الرسالات ليس بمعنى الرسالة الروحية، بل هي أقرب لرسالة الدور الرسولي في الحياة التي هي ليست حكرا لاحد بل هي لكل بني البشر.
في مثل هذه الأوضاع والأشكال يكون هناك دور لدورة الشد والجذب المتبادل، باثاره السلبية وعلى قدرة صاحب الأمر على خوض مواجهات، وحرصه بعدم اللجؤ للاستسهال بل الأخذ بجدية، اي امر يمر به سواء في الحرب او السلم او ما بين بين.!
في حكاية الأردن ومنذ النشأة، لازمه الخطر ملازمة الظل، فيما كانت النجاة أضعف الإيمان، وبالتالي وصل لهذا الكيان رسمة قدره لا وظيفته، وبالضرورة ما عنه الحظ، اي اضطراد التقدم بلا منغصات وَمعطلات، ومن ما يدبر لك وما عنها الانتكاسات، وما عنه سؤال الوجود.. لماذا علي ان اكون متأثرا بشكل وواسع مما يجري، ولماذا علي ان اكون في عين الخطر، وقبل ذلك لماذا انا أو لماذا على، ان احمل صليب العذابات، وان تركته جانبا تكالب الانس والجن، علي لافسادي واسقاطي، صريع الهويات او صريع تبدل جغرافيا المنطقة وهو الأسوأ مما هو مقبل علينا.
امام انسداد آفاق التسوية او إكمال مساراتها، كان الأردن الاحرص على ان تدب الحياة فيها كونه تمكن، من أن يرسم له دور قائد مبادرات سلام وصانع توافقات فالأرشيف السياسي لبلدنا يوثق معادلة الأردن مؤثر والأردن متأثر، بما يدور حوله هنا في الإقليم وهناك في أقصى جغرافيات الأحداث العالمية مستهدين بما اصاب النظام الاشتراكي في منتصف النصف الثاني من ثمانينات القرن.... الماضي بسقوط.... الشيوعية[ غورباتشرف البرسترويكا!] وسرعان هنا وامتداد لاحداث الجزائر الدامية وحراك رومانيا فما كان على اجراءات عاجلة لامتصاص أحداث نيسان الأردنية ١٩٨٩ بتفعيل الدستور بدلا من تجميدة فتكون المعادلة اياها أصابت كبد ما كنا نراه حقيقة اردنية قادمة بلا مناص.
هذا مستوى من مستويات المبادرات الداخلية التي ان دققنا بمجريات أحداث إقليمية ودولية ، يمكن اعتبار عام ١٩٨٩ التي جرت فيها انتخابات برلمانية عامة، صوابية الإجراءات الملكية التي طبعت سنوات وعهود من ممارسات حضارية تطويرية تغييرية أضفت طابع ديناميكي، على النظام ومؤسساته باشتراك قوى سياسية غيبت وغاب بعضها غيبة او كغيبوبة اهل الكهف الأمر الذي اضفى بعدا صراعيا بابرام معاهدة وادي عربة ١٩٩٤ التي انهت ردحا، بمرحلة من الآلام والاحزان وخسارات في الأرض والانسان وملفات مالية باهضة صرفت تحت بند المجهود الحربي لتأمين حماية حدودب ٣٦٥ كلم.
ويذهب الأردن في سياساته ابعد من ذاك، حين يتولى مهمة انسانية الافتراض انا كبريات المنظمات الدولية ذات الاختصاص هي من يطلق مبادرة" بوابة دولية للمساعدة والإغاثة" واحد اجنحتها تسيير جسر إنساني لغزة بتسيير ٨ طائرات عامودية كسرب أردني، تنقل شتى انواع المساعدات والاغاثة وسبقه إسقاط المساعدات من طائرات تجارية، برفقة أخوة عرب وأجانب وشحن بري ما زال ساري المفعول... يتعرض لسلوكيات رعناء كالسطو المسلح ولفته في لبنان انطلقت من انفجار المرفأ الاشرس وفي تركيا ايام كوارث الطبيعة وفي السودان كما في العراق في حرب الخليج الأولى حين نصب معسكرات ايواء على الحدود الأردنية العراقية والان في سوريا مبادرات انسانية بطعم سياسي مختصرة وحدة السوريين واحترام خيارتهم دون تدخل من احد او ايعاز وبالتالي تدشين حوار داخلي سوري تشارك فيه كل الاطياف السورية سياسية عشائرية ومن كل الاطياف والألوان والمذاهب ومستقلين والعنوان سوريا فوق اي اعتبار .
ثبت بالوجه القاطع انا نهج الاعتدال والخال من اية اغراض وغايات رخيصة او ثمينة لا يساوي لقمة خبز وخبة دواءوبعض من اتقاء برد الطبيعة ومطر السماء وشمسها الحارق افعل من البندقية الموجهة لصدر أخيك او نيمية استخباية او تأخذك العزة بالاثم فيما طاولة مفاوضات جادة وحسن الاستماع مكوكيات في صالح الجميع وفي الأساس قاعد الاجتماعية انما الأعمال بالنيات
فما دامت الدبلوماسية الأردنية في كل العهود والحقب، انطبعت بالانسانية الخالية من اي شهوة، وهذ بالتاكيا يعز نظيره في زمن التكالب على القصعات والصحون والاواني والنفوذ والدراهم والجاه والابهات
فليمضي الشر في سبيله وهويحرق الارم في قلبه لاعنا حماقة الإنسان وجهلة و فيما حمدنا لله ودعواتناالسماوية والارضية ان يبقى لناالاردن شعبا وكياناوقيادة مستجاب كوننا نمني النفس العقل والسلوك السياسي ان نكون منارة للإنسانية وداعية للسلام والامن والأمان فندفن الشر الي غير رجعة.