facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القوميون واليساريون والاسلامويون والهاشميون


د. عاكف الزعبي
08-01-2025 03:03 PM

قوميو مصر شكّل طليعتهم ضباط شباب في بداية العقد الثالث ينتمون في معظمهم لبيئة ريفية. قائدهم ضابط من صعيد مصر برتبة رائد وعمره 32 سنة. لم يقدموا مشروعاً لبناء مصر يرتقي إلى مستوى شعاراتهم القومية الكبرى نظراً لافتقادهم لرؤية سياسية واقتصادية وتنموية بهذا الحجم، ففسد الحكم وحوربت الأحزاب وضاع الجهد في تشجيع الانقلابات في الدول العربية والتحالف مع الانقلابين، وتم تزيين الواقع بمقالات هيكل وخطابات أحمد سعيد. وأنتهى الامر بإدارة سياسية بائسة جرتهم إلى حرب 1967 وأدت لهزيمة عربية سياسية وعسكرية ساحقة ثم ورثت مصر رئيساً اخرجها من المجموعة العربية.

القوميون البعثيون في سوريا والعراق تعجلوا الوصول للسلطة عن غير طريق الحزب وصناديق الانتخابات الطويل والمتعب فتسللوا إلى الجيش يسيسون بعض ضباطه المؤثرين ويشجعونهم على الانقلاب لإيصال قادة الحزب إلى حكم البلاد. العسكر كانوا أشطر حكموا وطاب لهم المقام وراحوا يبحثون عن شرعية لحكمهم في شعارات الحزب الشعبوية عن الوحدة والحرية والاشتراكية، وفي التمسح بالقضية الفلسطينية، وصار الهدف هو البقاء في السلطة ليتحول النظام السياسي في كلا البلدين إلى نظام دكتاتوري بغيض بدّد حلم بناء الدولة وخاصة في سوريا امتلأت فسادا ًوقهراً وأخذها النظام الحاكم في العقود الخمسة الأخيرة الى الانهيار التام.

اليساريون من ماركسيين وشيوعيين عاكستهم ثقافة المجتمعات العربية، وأعاقهم المد القومي ومد الإسلام السياسي فبقوا على حواف العمل العام والحياة السياسية دون حضور مؤثر. فرصة واحدة للحكم سنحت للماركسيين فيما كان يسمى اليمن الجنوبي لكن الرفاق الماركسيين اختلفوا فيما بينهم فقطعوا بعضهم تقطيعاً في حرب شعواء ذهبوا بعدها إلى غير رجعه. أما الشيوعيون فلم يصلوا لحكم أي بلد عربي وعندما كادوا في العراق في ستينات القرن الماضي فتك بهم العسكر والقوميون بحيث لا تقوم لهم قائمة في العراق وهذا ما حصل.

الإسلامويون شرعوا مشروعهم حاملين السيوف التي استقرت لليوم على شعارهم، وافتوا بتكفير المجتمعات العربية. وظلت وحدتهم هشة في مصر بسبب الاختلاف على مناهج عملهم فيها. حكموا السودان وفشلوا، وفي المغرب اسقطهم الشارع بعد أن أوصلهم للحكم، والشيء نفسه حصل في مصر عندما نجح مرشحهم للرئاسة في الربيع العربي تحت تهديدهم للجيش الذي أشرف على الانتخابات بحرق البلد إذا لم ينجح مرشحهم. فعاد الجيش بعد أشهر بانتزاع رئاستهم التي اخذوها تحت التهديد بعد أن نجح في حشد الجماهير ضدهم. وأخيراً لحقت تجربتهم في تونس بسابق تجاربهم في مصر والسودان والمغرب.

الهاشميون أهل تجربة حكم تاريخية، حكموا الحجاز لقرون طويلة وصولاً للعهد العثماني الذي خاضوا فيه أيضاً غمار السياسة والحكم. بعد الثورة العربية الكبرى أقاموا أول حكم لهم خارج الحجاز في سوريا فحكمها فيصل الأول على أساس دستوري مثل عقداً اجتماعياً بينه كحاكم وبين الشعب السوري. وهو ما فعله أيضاً عند انتقاله ملكاً للعراق وخلفه على هذا من بعده ابنه و حفيده الذي حمل اسمه واغتالته عصابة العسكر الانقلابين عام 1958.

يعيش الأردن اليوم التجربة الهاشمية الوحيدة الباقية في الحكم بعمر يزيد عن مئة عام، وقد بات يمثل دولة مدنية محترمة حيث لا دموية ولا تعسف في الحكم، ولا شعارات صارخه تجافي الواقع والامكانيات، يسير كنموذج متدرج في بناء دولة تحترم أبناءها، ونظام سياسي يمتلك رؤية استشرافية لبناء الدولة مكنته من المحافظة على الأردن آمناً مستقراً وبسلم مجتمعي مشهود ومسيرة تنموية مرضية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :